IMLebanon

الثنائي الشيعي لــن يُسقط المبادرة الفرنسيّة وشروطــه واضحة

 

المبادرة الفرنسية سالكة وآمنة حتى الان، والعقوبات الاميركية رسائل سلبية الى ماكرون شخصيا، وهذا ما دفع بالمسؤولين الفرنسيين الى تكثيف اتصالاتهم في ظل معلومات عن زيارة متوقعة لوزير الخارجية الفرنسي او من ينوب عنه الى بيروت لمتابعة الاتصالات على الارض خصوصا ان الحكومة كانت ستولد الاثنين المقبل على ابعد تقدير، وان الثنائي الشيعي مع التيار الوطني قدموا لاديب من تنازلات ما لم يقدموه حتى للرئيس الشهيد رفيق الحريري ونجله سعد كرمى للمبادرة الفرنسية وانقاذاً للبلد، وهذه التنازلات ازعجت واشنطن فجاء شينكر الى بيروت لتفجير التأليف عبر رسائل سياسية للدولة ورموزها بتجاهلهم وتحذيرهم من الانبطاح بهذا الشكل امام الفرنسيين، وحسب مصادر متابعة فان اللقاء بين شينكر والعديد من السياسيين اللبنانيين كشف عن هزالة الحياة السياسية اللبنانية لانه بمجرد ان اعلن شينكر امامهم عن عقوبات على شخصيات لبنانية انفرجت اساريرهم وظهرت ابتساماتهم وانهالت اسئلتهم عن معرفة الاسماء وتركزت بشكل اساسي حول جبران باسيل وهل اسمه مدرج على اللائحة مع كمية من المعلومات عنه، لكن شينكر رفض البوح مكتفيا بان اللائحة محدودة وليست كبيرة، وعبر عن انزعاجه من تكرار الاسئلة عن الاسماء وضرورة كشفها واستغرب التركيز على باسيل حتى ان الحاضرين لم يكترثوا للموقف الاميركي برفض الانتخابات المبكرة ولم يهتموا سوى بالعقوبات والاسماء، وما ان انتهى الاجتماع حتى سرب خبر العقوبات سريعا مع كميات من البهار والملح، واسماء بالجملة والمفرق، والغريب عدم اعتراض اي من الحاضرين على الكلام الاميركي ومخاطره على البلد.

 

وحسب المصادر السياسية، فان الاميركيين يريدون انجازا ما في لبنان ولو على الورق او للصورة ضد الصواريخ الدقيقة لحزب الله، ويتعاملون مع حلفائهم بمنطق، من لن ينخرط في المواجهة ضد حزب الله ومحور المقاومة فهو ليس حليفنا وليس منا، ولذلك وصل الانزعاج الاميركي من رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط الى حدود متقدمة جراء اجتماعه برئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية ووصلت الرسائل في هذا الخصوص، وهناك من يضع الرسالة الاميركية لبري بانها موجهة لكل الطبقة السياسية وتحديدا من هم اصدقاء بري.

 

وتعتقد المصادر السياسية، ان الثنائي الشيعي لن يعرقل تشكيل الحكومة ولن يسقط المبادرة الفرنسية، والرئيس نبيه بري سيسمي اسما ليناً لوزارة المالية وفرنجية ممثل المردة وعلى اديب التنازل اذا كان يريد الولادة لان ما وضعه من شروط لم يضعها الشهيد رفيق الحريري، وان ابواب الحكومة ليست محصورة بقصر الشانزليزه فقط، وان التسريبات بالاعتذار امر غير مقبول ولايعبر عن حكمة سياسية، ولماذا اديب مصر حتى الان على الاستماع باذن واحدة، وكما يستمع لسعد الحريري ونجيب ميقاتي والسنيورة عليه ان يستمع للثنائي الشيعي وفرنجية بدلا من التسريب بان اجتماعه بالخليلين جاء بناء على طلبهما ورفضه الاجتماع بجبران باسيل مع كل تنازلاته، وبالتالي فان العرقلة تاتي من اديب نفسه وهذا يعود الى رهانه المطلق على فرنسا وتذليلها لكل العقد.

 

وحسب المصادر السياسية، فان العقوبات الاميركية ليست بالجديدة ولا تصل الى مستوى صفعات حزب الله للاميركيين في الاشهر الاخيرة، واولها اعلان السيد حسن نصرالله ان الصواريخ الدقيقة وصلت الى بيروت ودخلت في منظومة المواجهة رغم مئات الغارات على سوريا لقطع الطريق، وشكل ذلك انتصارا للحزب، والصفعة الثانية دعوة السيد نصرالله الى التوجه نحو الصين حيث دخلت الشركات الصينية السوق اللبناني في ظل قرار اميركي بدخول العالم الى لبنان الا الصين، حتى ان الشرط الاميركي للقبول بالفرنسيين لم يتحقق الا بعد الضمانة الفرنسية بابعاد الصينيين، وفي ظل هذه المعادلات وجه الاميركيون رسائل غير مباشرة لحزب الله من اجل التنازل في موضوع الصواريخ الدقيقة قبل الانتخابات الاميركية «مقابل اعطاؤكم ما تريدون» ورفض العرض الاميركي، اما الذين يراهنون من اللبنانيين عن مرحلة جديدة وعصر اميركي جديد وحكومة من لون جديد ومجلس نيابي يتوج بانهاء حقبة الرئيس بري ورئيس للجمهورية بتوجهات اميركية ويحددون موعدا لذلك في انتخابات 2022 فهؤلاء حالمون ولم يتعلموا من تجارب السنوات الماضية ولم يتعظوا ولن يتعظوا، واذا استمروا في لعبة الصولد والرقص على حافة الهاوية سيدفعون الثمن مجددا، واذا اصر الاميركيون على المواجهة فعندها الامور ستاخذ منحى اخر وربما تتدحرج الى الاسوأ وخيارات جذرية لمحور المقاومة.