IMLebanon

«ستاتيكو» ضبط الحدود الجنوبية ثابت… إلاً إذا…

 

لا تخفي أوساط نيابية في كتلة بارزة مخاوفها من امتداد محتمل للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى جنوب لبنان، وإن كانت لا تزال تعتبر أن الترقب يبقى العنوان الأساس على الساحة الجنوبية اليوم، وذلك على أثر عمليتي إطلاق الصواريخ المجهولة من الأراضي اللبنانية في الايام الماضية، والتي قد تتكرر، ربما تُنذر بأن تطال الحرب المفتوحة على الشعب الفلسطيني الأراضي اللبنانية. وبصرف النظر عن كل ما يتم تداوله من سيناريوهات ومقاربات حول المشهد الجنوبي في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، فإن الأوساط ترى أن هذه الحرب، لا تهدف سوى إلى القتل والدمار والمزيد من الإعتداءات الإسرائلية على الفلسطينيين في القدس كما في الضفة الغربية وفي غزة، وبالتالي،فإن المسار الذي بدأت تتخذه، يُنذر بأن ينعكس على مسارات أخرى خارج الأراضي الفلسطينية وفي ساحات الصراع العربي -»الإسرائيلي» في المنطقة.

 

ومن هنا تشير الأوساط نفسها، إلى أن الجمود على الجبهة السياسية الداخلية وتصاعد التوتر السياسي في ظل الإنقسام حول طبيعة الملف الحكومي والأزمة الإجتماعية، سوف يزيد من حجم الضغوط على كل المستويات ومن بينها الملف الأمني في الجنوب، وذلك على الرغم من أن ما من مؤشرات سياسية أو ميدانية إلى إمكان تحوّل التوتر الحالي كما حالات الإستنفار المسجلة على جانبي الحدود جنوباً، الى مواجهات عسكرية على هذه الحدود.

 

لكن هذه المؤشرات لا تعني بالضرورة أن «الستاتيكو» القائم في المناطق الحدودية، لن يكون مرشّحاً في أي توقيت للإهتزاز، فيما لو أن بنيامين نتنياهو قرّر مواصلة عدوانه الذي بدأ من القدس إلى قطاع غزة ، وأن تمتد حربه إلى الساحة اللبنانية، ذلك مع العلم، أن ما تحقق في الحرب على غزة، قد دفع إلى عملية مراجعة في «الداخل الإسرائيلي» بجدوى أي عدوان، بعدما أظهرت وقائع الاسبوع الماضي، حجم وقدرة الصواريخ الفلسطينية على اختراق كل أنظمة الدفاع في المستوطنات «الإسرائيلية». وتكمن الخشية لدى الأوساط من أن يكون «الهدف الإسرائيلي» الفعلي من الحرب الدائرة، هوفقط الحرب وقتل المدنيين، وبالتالي، فإن استدراج مواجهات جديدة، يبقى احتمالاً وارداً في أي لحظة.

 

وفي هذا المجال، تتوقع الأوساط نفسها أن تتبدل الصورة بالكامل على الساحة الجنوبية اعتباراً من اليوم، حيث أن التحركات المباشرة والميدانية للجيش اللبناني ودوريات قوات اليونيفيل والإتصالات الديبلوماسية التي جرت أخيراً وخصوصاً على صعيد الأمم المتحدة، قد ساهمت في تطويق أي محاولات استدراج الساحة اللبنانية إلى الإنفجار من خلال عمليات أمنية متدحرجة تبدأ بشكل محدود ثم تتطور إلى عدوان إسرائيلي واسع.

 

وبالتالي، فإن التعاطف والدعم الكامل والمطلق مع الشعب الفلسطيني من قبل كل الأطياف اللبنانية، كما تؤكد الأوساط النيابية نفسها، لا ينبغي أن يحول دون التنبه الى خطورة ما قد يكون مرسوماً للساحة اللبنانية وتحديداً من البوابة الجنوبية، خصوصاً وأن أي تفجير لهذه الجبهة سيحقق «أهدافاً إسرائيلية» بالدرجة الأولى.