IMLebanon

أشد معارضي العهد حلفاؤه  

 

ذكّرنا المشهد في وسط بيروت، أمس، بيوم كانت «ساحة الشهداء» ملقى اللبنانيين من مناطقهم كلها، وبالذات من مناطق

 

العاصمة كلها، فيأتي ابن البسطة وابن الجميزة، ابن المصيطبة وابن الصيفي، ابن زقاق البلاط وابن اتشناك (الخ…) يأتون تلك الساحة لأهداف عديدة، بينهم الباحث عن اللهو، والباحث عن الأسواق بأنواعها المختلفة من باب إدريس وسوق أياس وسوق اللعازارية…. الى سوق النورية طبعاً.

وكانت هذه الساحة تشكل يالنسبة إليهم جميعاً مرتعاً للقاء آخر أهم بكثير: لقاء الوحدة الوطنية! ولن نستفيض في هذه النقطة  فنحن من الذين تستوطن الغصة  صدورهم كلما استحضروا تلك الأيام الجميلة. وأمس ضجّت الساحة بروّادها في مشهد جميل، خصوصاً وأن وسط المدينة يكاد يكون مقفراً جراء الأزمة الاقتصادية الكبيرة التي يعانيها لبنان والتي كان الوسط التجاري من أكثر المناطق التي تأثرت بها، علما أنّ الحركة أمس لم تكن ذات  صلة بأسواق الوسط…

سفير إحدى الدول الأوروبية كان مدعواً الى أحد المقاهي في ساحة النجمة التي أعادت إليها بعضٌ من حيويتها مبادرة الرئيس نبيه بري الى إزالة الحواجز التي كانت تحول دون وصول الناس بشكل طبيعي مريح الى تلك الناحية… علماً أن تلك الحواجز كانت لأسباب محض أمنية.

الداعي كان احد النواب والحضور كان مقتصراً  على السفير  وصحافيين اثنين إضافة الى صاحب الدعوة بالطبع.

وتناول الحديث «ارتفاع» حدة الأزمة بين الرئيسين ميشال عون ونبيه بري، فلاحظ السفير أنّ المعارضة التي تُقام في وجه العهد  هي من أطراف عديدة ومن «هويات سياسية مختلفة» (والتعبير له). وقال: أنظر الى أطياف المعارضة فألاحظ أنّ حلفاء حزب الله (اي اطراف فريق 8 آذار) هم الأبعد مدىً في الحملة على العهد وسيده بالرغم من أنّ الرئيس ميشال عون هو في صلب 8 آذار.

قاطعه الصحافي قائلاً: للتوضيـح   الرئيس ميشال عون كان من أبرز المشاركين في يوم 14 آذار المشهود. صحيح أنه كان في الخارج إلاّ أنه حرّك الشارع المسيحي على نطاق واسع جداً وكان لأنصاره وأصدقائه و»العونيين» عموماً حضور ضخم  في تلك المناسبة. إنما هو حليف لفريق 8 آذار.

وقال السفير: شكراً للتوضيـح وأضاف: بتقديري إنّ الأشد ضراوة في المعارضة هو الرئيس نبيه بري، حليف «الحزب» وكذلك الوزير  سليمان فرنجية الحليف الآخر…. وطبعاً حلفاء الحزب الآخرون المنتمون الى  أحزاب «تتأثر» بالقرار السوري.

وختم السفير سائلاً: هل هذه مصادفة؟ مجرّد مصادفة؟ خصوصاً أن من ذُكروا  أعلاه صوّتوا ضدّ عون في الاقتراع  الرئاسي في مجلس النواب (…)

وعندما أطلّ الأربعة على الجمهور المحتشد في وسط المدينة، علق السفير قائلاً: هكذا كانت بيروت كما هي منطبعة في ذهني عندما  زرت لبنان سائحاً يوم كنت في عزّ الشباب وكانت عاصمتكم محط أنظار العالم.