IMLebanon

وقف التمويل الاوروبي جمّد المبادرة الروسية لعودة النازحين

 

بعد ان بات ملف النازحين السوريين صعباً، لانه تضخّم كثيراً ولم يعد مقبولاً السكوت عنه، في ظل غياب الخطة الفعلية لهذا الملف، إن على الصعيد المحلي او الخارجي، ما جعله ضمن دائرة الافق المسدود، إلا في حال وجود الحل السياسي الدولي، مع ان ذلك مستبعد حالياً بحسب ما تشير مصادر سياسية مطلعة على الملف، من خلال اوساط ديبلوماسية تؤكد أن المجتمع الدولي لا يشجع عودة النازحين، قبل انتهاء الحرب نهائياً في سوريا. وما قاله الرئيس الاميركي دونالد ترامب قبل حوالى العامين، في خطابه امام الجمعية العامة للأمم المتحدة، اكد ذلك وأثار بلبلة واستياء شديدين على الساحة اللبنانية، بعد طرحه توطين اللاجئين في البلدان التي يقيمون فيها، وقوله: « بكلفة توطين لاجئ في الولايات المتحدة، يمكننا مساعدة عشرة لاجئين في مناطقهم»، ما اعتبر تصريحاً علنياً لتوطين النازحين في لبنان والاردن وتركيا، لكن ردود فعل المسؤولين اللبنانيين حينذاك، أكدت الرفض المطلق للتوطين، باستثناء البعض الذين يؤيدونه لأسباب مذهبية .

 

واشارت المصادر السياسية المذكورة الى ان بعض المسؤولين اللبنانيين، ومن ضمنهم رئيس الحكومة سعد الحريري اتجه في هذا الاطار نحو روسيا منذ سنتين، للقاء الرئيس فلاديمير بوتين بهدف حل هذا الملف، وتزخيم الدور الروسي في الشرق الأوسط انطلاقاً من الساحة السورية بشكل خاص، وما يرتبط بها من ملفات في الدول المجاورة من بينها لبنان، وطلب الحريري المساعدة الروسية ، وقد وُعد خيراً عبر الحوار الروسي مع دمشق، لافتة الى ان روسيا استجابت للطلب لانها تريد مواصلة التعاون مع لبنان، وبالتالي فتح الابواب على مصاريعها بهدف الدخول بقوة الى الساحة السياسية اللبنانية، وتأدية دور مؤثر فيها تماماً كما هو دورها في سوريا، وحينها تفاءل اللبنانيون خيراً بإمكانية حل هذه المشكلة، خصوصاً مع إعلان مقرّبين من الرئيس الحريري في ذلك الوقت، بأن النازحين السوريين سيعودون من دون شك الى بلادهم، ولكن على دفعات ومراحل، وبأن الامر يحتاج الى حوار جدّي روسي – سوري بحسب الوعود التي تلقاها رئيس الحكومة.

 

في غضون ذلك استمرت المشكلة، وكان الحل باهتاً من خلال عودة خجولة جداً لأعداد قليلة من النازحين، ولم يكن الدور الروسي فاعلاً بحسب المصادر عينها، موضحة أن المبادرة الروسية لم تفشل انما دخلت إطار التجميد، بسبب إيقاف التمويل الاوروبي تحت ضغوط اميركية وهنا تكمن المشكلة لان التمويل مهم جداً، على الرغم من دخول واشنطن على الخط، عبر اللقاء الذي أطلق هذا الملف بين الرئيسين الاميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في قمة هلسنكي، حيث جرى الاتفاق على ضرورة عودة النازحين الى سوريا، لكن ترامب تراجع عن الاتفاق وأوقف التمويل الأوروبي مما صعّب المشكلة اكثر، وجعل الدور الروسي متعثراً. إضافة الى ان العفو العام كان مطلوباً من دمشق، كي تتقدّم المبادرة الروسية، لكن موسكو لم تستطع تحقيق ذلك، ما جعلها تخسر ضمانة عودة النازحين، وبالتالي بدت غير قادرة كدولة بارزة في المنطقة على حل هذه الازمة، على الرغم من قربها سياسياً من سوريا.

 

وفي هذا الاطار تنقل المصادر عينها عن اوساط ديبلوماسية، أن الملف مجمّد الى حين انعقاد قمة العشرين في مدينة أوساكا اليابانية نهاية حزيران الجاري، بين بوتين وترامب وفي حال اتت النتائج ايجابية، فالملف سينطلق من جديد وسيكون لموسكو تحرّك فعال، مع تأكيد هذه الاوساط أن التمويل الاوروبي سيعود خوفاً من تدفق النازحين واتجاههم نحو البلدان الاوروبية ، معتبرة أن لا حل إلا من خلال موسكو وواشنطن، شرط ان تلتزم الاخيرة بكل ما سيتم الاتفاق عليه في القمة المنتظرة .