IMLebanon

تهديد «البرتقالي» فقاعة

ربما من حسن الاقدار على الساحة المحلية ان يشغل الرئيس نبيه بري منصب رئاسة مجلس النواب في المرحلة الاكثر استثنائىة والتهابا، سواء على الحلبة الداخلية حيث بلغ المرجل المذهبي والطائفي حدود الغليان، ام على صعيد الرقعة الاقليمية حيث الافاق مغلقة حتى اشعار اخر في حروب المئة عام التي تطحن البشر والحجر وتقطع اوصال الدول في لعبة الامم لارساء فيدراليات طائفية واثنية انطلاقا من كردستان السورية وربما وصولا الى تكريس دويلات علوية ودرزية وسنية، وتبقى اعجوبة الاعاجيب ان البلد لا يزال ينعم باستقرار امني مقبول واقتصادي ايضا في ظل قرار دولي في الحفاظ على الرقعة اللبنانية لألف سبب وسبب لاحباً بالبلد الصغير انما لمصلحة اللاعبين الكبار الذين يديرون الحرائق عن بعد وفق الاوساط المواكبة للمجريات.

وعلى الرغم من وجود القرار المذكور الا ان ذلك لا يعفي الساحة المحلية من تلقي شظايا الجوار ولا يبعدها عن الاخطار المحدقة الممثلة بالارهاب التكفيري المتموضع في جرود عرسال ورأس بعلبك والقاع من «داعش» و«النصرة» ومشتقات تنظيم «القاعدة» العالمي، اضافة الى الخلايا النائمة في المناطق اللبنانية ومخيمات النزوح السوري حيث نجحت الحرب الاستباقية التي شنتها الاجهزة اللبنانية في تفكيك الكثير منها واحالتها الى القضاء المختص، وبموازاة ذلك يبقى الدلع والغنج السياسيين اللغم الذي يهدّد التركيبة الداخلية وقد انفجر بأهل طاولة الحوار وربما ينسحب الامر على حكومة «المصلحة الوطنية» واذا ما حصل المحظور فإن انهيار الدولة بما فيها ومن فيها حتمي حتى ولو لم يعلن ذلك بشكل رسمي.

وتضيف الاوساط ان برّي الذي اخترع طاولة الحوار نجح في تقطيع معظم المحطات الخطرة منذ اغتيال الرئىس الشهيد رفيق الحريري وان قرار «التيار الوطني الحر» بمغادرة الطاولة وفق اعلان رئيسه وزير الخارجية جبران باسيل بحجة الميثاقية فإن بري منعه من «التمريك» عليه معلنا تعليق الحوار حتى اشعار اخر على خلفية تكريسه لمبدأ الميثاقية اي عدم العودة الى الطاولة في ظل غياب مكون اساسي من مكونات الوطن، وهو ما احرج وافرح الجنرال ميشال عون في ان، ووفق المراقبين ان الوقت لن يطول وان لا مصلحة لاحد بهدم الهيكل على الجميع وان التهديد بالشارع سيبقى في خانة التمنيات لا سيما وا ن «حزب الله» حليف عون يعتبر ان النزول الى الشارع من المحظورات كذلك هو موقف «حزب القوات اللبنانية» كون دخول الشارع ولوج الى المجهول وانه انتحار وفق رئىس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط الذي اعلن انه لن يشارك احد في الانتحار، في وقت اطفأ فيه بري محركاته الانقاذية على امل منه ان يتعب الجميع ليعود الى ادارتها وربما سيبحث الجميع عنه لحاجتهم الماسة الى كمه السحرية المملؤة بالارانب.

وتشير الاوساط الى ان تصدي رئىس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية لباسيل حال دون صدام قد يتخذ شكلا طائفيا ووفر على البلد الكثير خصوصا وان ادارة معركة الرئاسة تحت شعار الميثاقية لا يخفى على الاميين في السياسة، وان اعتكاف وزراء التيار عن المشاركة في جلسات الحكومة لن يقدم ولن يؤخر كون حليفه الاساسي سيحضر الجلسات، وقد زار مسؤول وحدة الارتباط في «حزب الله» وفيق صفا الرابية حيث التقى باسيل دون ان يرشح من اللقاء شيء وسط اعلان المجلس السياسي في التيار انه سيصعّد بالتدرج، الا ان التصعيد لن يتعدى «فقاعة صابون» الا اذا كان البعض لا يعيش الا على الخراب وفق المعارضة العونية.