IMLebanon

نفق الأكاذيب

 

قامت الدنيا ولم تقعد لأنّ العدو الاسرائيلي يدّعي أنّ الحزب الإلهي يقوم بحفر أنفاق ويريد أن يقوم بعمليات عسكرية ضد إسرائيل عبرها…

 

الذي يسمع هذا الكلام ماذا يمكن أن يقول؟! طبعاً هذا الكلام لا يمكن أن نصدّقه، وحتى لو صدّقناه فلا يمكن أن يكون إلاّ في الأفلام الجيمس بوندية أو الافلام البوليسية ولكن الخيالية؟!

 

ولكن هناك سؤال يطرح نفسه: لماذا حذرت إسرائيل من الأنفاق؟! الجواب أنّ نظام نتانياهو متهم بعمليات فساد هو وزوجته ويريد أن يحوّل مسألته الى موضوع مؤجّل لأنّ أولويته اليوم هي الوضع الأمني.

 

هذا من الناحية الاسرائيلية، أما من ناحية الحزب الإلهي فقد دخل في هذه اللعبة للأسباب التالية:

 

أولاً: الحزب الإلهي محرج بتعطيله تشكيل الحكومة، خصوصاً بعد مرور 7 أشهر.

 

ثانياً: أوامر «ولاية الفقيه» السيّد علي خامنئي وممثله اللواء قاسم سليماني تحتاج لأن تكون ورقة تشكيل الحكومة في لبنان بيد إيران لكي يتم التفاوض عليها مع أميركا بالإضافة الى ورقة تشكيل حكومة في العراق.

 

ثالثاً: هناك تقاطع مصالح بين إيران وبين إسرائيل.. إذ أنّ إيران عندها حقد على الإسلام لأنّ الاسلام هو الذي قضى على الامبراطورية الفارسية، وهي في عداوة مع العرب لأنّ العراق قام بحرب ضد إيران لمدة 8 سنوات منذ عام 1980 لغاية 1988 دفعت فيها إيران آلاف المليارات حيث دمر الجيش الايراني مع خسائر بعشرات الألوف من الجيش والحرس الثوري، كذلك فإنّ العراق دفع المليارات ثمن هذه الحرب التي لم يسمح له أن يحقق فيها أي انتصار لأنّ أميركا لا تريد… كما جاء في فضيحة «ووتر غيت» وكيف أعطت أميركا السلاح الى إيران كي لا يتفوّق العراق عسكرياً عليها.

 

رابعاً: كما نردد دائماً أنّ نظام الملالي الذي جاء به الاميركيون حيث كان آية الله الخميني في العراق فأخذوه الى فرنسا وتحديداً الى باريس ولمّعوه وحضّروه وحكّموه إيران واستغنوا عن الامبراطور الشاه رضا بهلوي وسلموا الحكم الى آية الله الخميني.

 

خامساً: هناك قناعة عند الحزب الإلهي بأنّ تشكيل حكومة سيضع الحزب أمام العقوبات الاميركية التي لا يستطيع أن يواجهها خصوصاً أنّ الحزب الإلهي يريد وزارة الصحة بسبب العقوبات على تصدير النفط الايراني، وهذا انعكس على ميزانية ودعم ايران للحزب الإلهي لذلك فإنه بحاجة الآن الى وزارة الصحة لكي يوفر فاتورة الاستشفاء التي لا يستطيع أن يتحمّلها اليوم..

 

خلاصة الواقع، ان الذي اخترع قضية الأنفاق ليس إنساناً عادياً، بل هو الشيطان بحد ذاته..