IMLebanon

المأزومون بالعقدة

 

يريد حزب اللّه أن يثبت عدم دقة ما جرى تداوله على نطاق واسع، في مختلف وسائط الإعلام، وعلى ألسنة الكثيرين من السياسيين والمراقبين والمحلّلين من أنه (أي الحزب) يستعجل التشكيل الحكومي استباقاً لـ»تسونامي» العقوبات الآتية إليه والى مرجعيته الإقليمية الأولى، إيران، لذلك ما إن بدا أن مراسيم الحكومة باتت قيد الصدور حتى فجّر مفاجأته الشهيرة بتظهير «العقدة السنية» بعدما كان رئيس الجمهورية والرئيس المكلف قد توصلا الى حل «العقدة المسيحية» بالتفاهم مع الدكتور سمير جعجع، و«العقدة الدرزية» بالتفاهم مع كل من الوزير وليد جنبلاط والأمير طلال أرسلان. فعلها الحزب وكأني به يقول: تريدون تصويري أنني تحت الضغط (ضغط العقوبات) وبالتالي فإنني سأبادر الى استعجال التأليف… وها أنا أثبت لكم العكس.

 

هذا كان الإستنتاج الذي توصل إليه ديبلوماسي أوروبي غربي التقى في مناسبة سنوية لإحدى العائلات اللبنانية الكبيرة مع سفير دولة شرقية مهمة، إلاّ أن هذا الأخير لم يكن ليؤيد موقف الأول، بل اعترض عليه… وكان في رأيه أنّ حزب اللّه يخطط للمستقبل وليس للحظة الآنية حتى ولو كانت من الأهمية بمكان كالعقوبات الأميركية المتشدّدة ضدّه…إلاّ أنّ الديبلوماسيين التقيا على أنّ المرحلة الراهنة لا تبشّر بقرب تشكيل الحكومة، لأنّ الأطراف المعنية بالتشكيل، خصوصاً الأطراف الثلاثة الأساسية قد أدخلت ذاتها في عنق زجاجة أزمة تمثيل النواب السنيين الستة المحسوبين على حزب اللّه.

 

فالطرف الأول الذي أثار القضية منذ أشهر وظهّرها في الأيام الأخيرة، وبالذات عشيّة التأليف الذي كان مقرراً مع نهاية السنة الثانية ومطلع السنة الثالثة من العهد، هذا الطرف هو حزب اللّه ربط ذاته بالتزام كبير يصعب الرجوع عنه من دون الإساءة الى الهالة المرتسمة حوله من جهة، والى علاقاته مع رئيس الجمهورية من جهة ثانية.

 

والطرف الثاني هو رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي قال كلاماً مهماً في اللقاء المباشر، عبر شاشات التلفزة وأثير الإذاعات. صحيح أن الرئيس عون لم «يقفلها» نهائياً، إلاّ أنه إتخذ موقفاً «كبيراً» في ربط العقد بـ «قوة» رئاسة الحكومة، وبدعمه المباشر والقوي للرئيس سعد الحريري.

 

أما الرئيس المكلف، (الطرف الثالث في هذه المعادلة) فقد بلغ به الأمر حدّ الإلتزام بالإعتذار. «إذا كان بدكن توزّروهم (الستة السنّة) ففتشوا عن غير سعد الحريري».

 

فكيف يكون الحل، إذاً؟

 

السؤال طرحه الديبلوماسي الأوروبي، ليجيبه الشرقي: صار بدّها أعجوبة.

 

ثم إستدرك: ربما إن زمن العجائب لم ينتهِ بعد عند أصدقائنا اللبنانيين.