IMLebanon

هذا ما كشفه موقع «يا بيروت» قبل شهر 3- 35 وتبقّى لنا 32 إنتحارياً

كان هتاف «الموت لآل سعود» واضحاً جداً في كلّ مشاهد النّقل المباشر من موقع الجريمة الإرهابيّة في برج البراجنة، إضافة إلى كلام تهديدي إنفعالي ـ نعذرهم فيه ـ تم توجيهه إلى مدينة طرابلس وإلى منطقة الطريق الجديدة، أمام مشاهد «الأشلاء» والخوف من انتحاري ثالث ورابع يفقد أي إنسان أعصابه تحت وطأة هكذا ضغط ويقول غالباً «ما لا يُقال» أو «يُقال ولكن في الأماكن المغلقة»…

ولكن؛ أن تصب صحيفة  زيت «الكذب» على نيران الغليان المذهبي اللاواعي فتشير إلى أنّ «صحيفة خليجية أوردت قبل نحو أسبوع معلومات عن وصول انتحاريين إلى بيروت لاستهداف منطقة الضاحية الجنوبية» اسمحوا لنا.. «كذّابين بنصّ عينكن»، خبر الانتحاريين هذا نشر قبل شهر تحديداً على موقع يا بيروت وفيه: «مصدر استخباراتي غربي (رفض الإفصاح عن اسمه) كشف أن لبنان سيواجه موجة تفجيرات ضد حزب الله لمشاركته في الحرب الدائرة في سوريا مع نظام بشار الأسد، داعش أرسل 35 عنصراً إنتحارياً لتنفيذ هذه الضربات»!!

بحسبة بسيطة إذا كان الإرهابيّون المبعوثين رُسُلاً للشيطان وإراقة الدماء عددهم 35 إرهابياً، قتل ثلاثة منهم مساء الخميس الماضي في شارع الحسينيّة في برج البراجنة، فقد تبقّى للبنان 32 إرهابيّاً ينتظرون لحظة استهداف أبرياء آخرين، ولكن من يدري أين؟؟ في عرسال أحزمة مفخخة، وعمليات إرهابيّة تستهدف الجيش، في طرابلس إرهابيّون يستهدفون الآمنين بأحزمة ناسفة وقنابل يدوية، وفي جبل محسن إرهابيّون يجهزّون عبوة ناسفة بعشرة كيلوغرامات من موادّ التفجير لفرط الهدوء بين طرابلس وجبل محسن ولإذكاء نيران المذهبيّة واقتتالها مجدداً، إذن هؤلاء يستهدفون كلّ لبنان، لا الضاحيّة الجنوبيّة فقط.

كان فقط ينقص اللبنانيين شبح الموت عبر التفجيرات الإنتحاريّة، حان الوقت للخروج من هذه الدوّامة القاتلة بشلّ البلاد وتعطيل انتخاب رئيس للبلاد، الجسد ميتٌ متى فصل عنه رأسه، فهو المدبّر لكلّ أعمال الجسد، بالأمس تلاقت خارطتا طريق شديدتا الوضوح، الأولى خاطة طريق وضعها دولة الرئيس نبيه بري من تحت قبّة البرلمان وفيها نهاية هذه المأساوية اللبنانية وفي خارطة بري الدواء الشافي: «إنّ لبنان يستدعي في هذه اللحظة الوطنية السياسية خارطة طريق لحلّ يعتمد على قاعدة الاتفاق على كامل بنود الحوار الوطني، الذي دعونا اليه بدءاً من انتخاب رئيس للجمهورية للبلاد»، تفضّلوا أيها المقاطعون تحاوروا واتفقوا وانتخبوا رئيساً للجمهوريّة.

ومن معراب خرجت خارطة طريق هي نفسها خارطة الرئيس بري، إنما خارطة الدكتور سمير جعجع أكثر توضيحاً وتصريحاً: «لن يُنقذ اللبنانيين سوى قيام دولة لبنانية فعلية وفي طليعتها رئاسة الجمهورية، فهذا الحادث الأليم يجب أن يدفع المقاطعين الى النزول الى المجلس النيابي اليوم قبل الغد لانتخاب رئيس للجمهورية، وبعد ذلك تتشكل حكومة جديدة ثم انتخابات نيابية جديدة وهكذا تُستكمل مؤسساتنا الدستورية».

اليوم يطلّ علينا عند الثامنة والنصف مساء الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله ليقول كلمته في «الإرهاب الكافر» الذي تعرضت له برج البراجنة وسقط بسببه عدد هائل ما بين قتيل وجريح ، نتمنّى أن يكون في كلمته أيضاً خارطة طريق تخرج لبنان من غيبوبة التعطيل، فلا يحمي الوطن إلا دولته وجيشه، وندرك أننا سنبقى مختلفين على قتال الحزب في سوريا، ولكن فات أوان أن يفضي الكلام حول هذا الأمر إلى نتيجة!

أما المنشغلين في الهتاف ضد المملكة العربية السعوديّة، والذين يحاولون توجيه أصبع اتهام ما لها، فنقول لهم، «إتقوا الله» ففي المملكة شعب واجه إرهاب داعش في المساجد بعقول وقلوب مؤمنة، وحتى لا ينخدعنّ أحدٌ بهذا الشحن المذهبيّ نحيل القارئ على بضعة تفجيرات إرهابية طالت المملكة خلال الأشهر الماضية: «في أيار الماضي وأمام مسجد الإمام حسين في حي العنود بمدينة الدمام قام الشابان عبدالجليل الأربش ومحمد العيسى بمنع الانتحاري خالد الشمري المتلفع بالعباءة النسائية من التسلل إلى داخل المسجد وقاما بدفعه بهدف إبعاده عن محيط المسجد، فما كان منه إلا أن قام بتفجير حزامه الناسف متسبباً بمقتل الشابين، وفي آب الماضي فجر انتحاري نفسه في مسجد تابع لقوات الطوارئ السعودية في منطقة عسير جنوب المملكة، وفي تشرين الأول الماضي كان تفجير إرهابي يستهدف مسجد المشهد وكان علي آل مرضمة في طريقه للخروج من المسجد حينما اشتبه بالانتحاري سعد سعيد سعد الحارثي الملقب بـ «أبو إسحاق الحجازي» الذي كان يرغب في استغلال ثغرة خروج المصلين والتغلغل إلى داخل المسجد وتفجير الحزام الناسف وقتل أكبر عدد من المصلين، كما كان يخطط، لكن شجاعة علي آل مرضمة، وهو الشيخ الثمانيني، وقفت في طريق الانتحاري الحارثي فضمّه وأوقعه أرضاً ومنعه من دخول المسجد ما أجبره على تفجير نفسه.. فـ»استحوا شوي عدمّكن».. واخجلوا فقط من محبة المملكة ودعمها للبنان وشعبه…