IMLebanon

هذا شهر محرّم يا سيّد حسن نصرالله

عندما قرأت ما قاله سماحة الأمين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصرالله في بداية شهر محرّم كدت لا أصدّق أنّ رجل دين، وفي هذا الشهر «المحرّم»، وفي مناسبة دينية بالذات يتحدث في السياسة أولاً.

ثانياً- في هذا الشهر يفترض أن يكون الكلام لتقريب المسلمين الى بعضهم البعض وبث المحبة في ما بينهم.

وقد استذكرنا المغفور له سماحة العلامة الشيخ محمد مهدي شمس الدين الذي كان يركز في هذا الشهر «محرّم» في أقواله على انّ لا فرق بين السُنّة والشيعة باستثناء أنّ لدى الشيعة لا يزال باب الاجتهاد مفتوحاً.

ثالثاً- إنّ التحريض على المملكة العربية السعودية هو نكران للجميل… ويكفي المملكة أنها أعادت إعمار الكثير مما هدمته إسرائيل خصوصاً البيوت السكنية، ولم تتوقف كون أصحابها شيعة، فهي تعاملت مع لبنانيين.

رابعاً- يقول السيّد إنّ السعودية وإسرائيل متساويتان في قتل المسلمين والمقاومة.

بالله عليك يا سيّد حسن هل تصدّق ما تقول؟ هل صحيح أنك قلت إنّ السعوديين تسببوا بحرب تموز 2006؟ وهنا لا بد من أن نذكرك بقولك الشهير: «لو كنت أعلم»، وكما هو معروف عند القاصي والداني أنّ عملية 2006 حدثت عندما قامت المخابرات (مغنية والحرس الثوري) بخطف جنديين اسرائيليين، ولم تكن سماحتك تعلم بالموضوع إلاّ بعد الخطف بأربع ساعات.

خامساً- تتحدث عن الانتصارات في سوريا وتقول إننا أمام فرصة لتعزيز هذه الانتصارات… بالله عليك أي انتصارات في سوريا؟ أنت والحرس الثوري وإيران وخزينة العراق وخزينة إيران و»فيلق ابو الفضل العباس»، وبعد أربع سنوات ونصف السنة أصبحت المعارضة تسيطر على 80% من الأراضي السورية وأنتم جميعاً لا تسيطرون الا على 20% من مساحة سوريا.

وتعرف أنّ قاسم سليماني قصد روسيا مرتين مستجدياً المساعدة تداركاً لسقوط النظام وسقوطك معه.

سادساً- أما ادعاؤك بأنّ المملكة تريد إسقاط النظام في سوريا… فيهمنا أن نذكرك أنه في شهر آب من العام 2011، بعد مرور نحو ستة أشهر على التظاهرات في سوريا، شاهد المغفور له الملك عبدالله الطائرات والدبابات السورية تقصف المساجد فاستدعى ابنه عبد العزيز، وقال له: منذ اسبوع كنت في دمشق، وكنا قد أرسلنا الى الرئيس الاسد 500 مليون دولار نقداً حملتها بنفسك، وقال لك الاسد لا تصدقوا ما تشاهدونه على شاشة التلفزة والأمور محلولة…

فما كان من عبدالعزيز سوى أن اتصل ببشار الاسد قائلاّ له بالحرف الواحد: كفاك كذباً ونفاقاً…

فكرر الأسد: لا تصدّقوا التلفزيونات.

فأجابه الامير عبدالعزيز: إنك تصر على الكذب.

سابعاً- يكفي المملكة العربية السعودية أنها منحت الدولة اللبنانية والجيش اللبناني أربعة مليارات دولار… فهل تخبرنا يا سماحة السيّد ماذا أعطتنا إيران؟ ولماذا عطاءاتها محصورة بـ»حزب الله» مالاً وسلاحاً؟ أليْس لأنّ الحزب فصيل إيراني مسلّح في خدمة المشروع الفارسي في لبنان؟ أليْس أنت من قال إنك جندي في دولة ولاية الفقيه؟ يا سيّد أين لبنانيتك؟ وفي المقابل لم نرَ أي زعيم يقول أنا سعودي أو أنا كويتي أو أنا خليجي.

نعم نحن عرب، نعم نحن نحب السعودية والسعوديين، نعم المملكة تحتضن 500 ألف لبناني، ولولاهم لأفلس لبنان… ولكان الناس في الشوارع… أليْس اننا نعيش على تحويلات اللبنانيين من المملكة وسائر دول الخليج؟ علماً أن المملكة احتضنت لبنان، بفئاته كافة، منذ مؤسسها المغفور له الملك عبدالعزيز.

والسؤال: هل من لبناني واحد يعمل في إيران؟ وأين مصلحتنا في إيران؟

ثامناً- يقول خامنئي إنّه يسيطر على أربع بلدان عربية: اليمن والعراق وسوريا ولبنان… فهل سمعت سماحتك أي زعيم سعودي أو غير سعودي يقول إنّه يسيطر على أي عاصمة عربية؟

تاسعاً وأخيراً وليس آخر – تتحدث سماحتك عن حادثة منى وتحمّل المملكة المسؤولية، وهنا نقول: إنّ حادثة منى، إذا كان أحد ضالعاً بها فهو المخابرات الإيرانية، إضافة الى أننا نؤمن بالقضاء والقدر… ومعلوم أنّ الحجاج الايرانيين يفتعلون دائماً الأحداث في مواسم الحج.

وفي أي حال المملكة ليست في حاجة الى شهادتكم.

عوني الكعكي