توماس برّاك مستثمر أميركي مجتهد طموح محب دمث “كيوت” ذو معدن طيّب و”بينشغل عليه” هذا انطباعي الخاص. صحيح أنه ارتكب هفوات وعثرات لكن جلّ من لا يخطئ، ونحن هنا لتسديد خطاه ونصحه ومساعدته، ففي نهاية الأمر هو ابن هذا البلد الجميل ومن المهم دعمه وتشجيعه للبقاء في لبنان بإعادة هويته “الزحلاوية” إليه بمرسوم وذلك في أول جلسة لمجلس الوزراء، تخيلوا السيد توماس مشاركًا في انتخابات الـ 2026 في دائرة البقاع الأولى ومانحًا صوته التفضيلي لسليم عون. شو حلو!
بعث دونالد ترامب صديقه توماس إلى لبنان لمساعدة هذا البلد المغلوب على أمره في بسط سيادته على كامل أرضه بقواه الذاتية بالتوازي مع انسحاب اسرائيل إلى داخل حدودها. فهم توماس طبيعة مهمته لكن أحداً لم يُفهم المبعوث الأميركي أن الجمهورية اللبنانية، ومنذ سطوع نجم الإمام الخميني في العالم الإسلامي، تحوّلت إلى جمهوريتين بنظامين مختلفين: واحدة تعددية تلتزم سلطاتها بموجبات الدستور اللبناني المنبثق من اتفاق الطائف وواحدة جمهورية إسلامية توتاليتارية تتبع إيديولوجيا دينية وتستمد شرعيتها من الله عز وجلّ مباشرة ومن دون وسيط.
ويعتقد توماس، أن الحكومة اللبنانية قادرة بعون الولايات المتحدة وأمم الأرض كافة، على تنفيذ ما يصدر عنها وإثبات رجولتها وفحولتها أمام العالم في حين أن الشيخ نعيم، المعروف بالحكواتي، يعتقد أن ما منحه الله للسلف من سلطة وتسلّط وتسلبط غير قابل للمساومة مع حكومة خاضعة للإملاءات الأميركية والإسرائيلية.
بناء على ما تكوّن في رأسه من قناعات، قصَدَ برّاك الجنوب جوًّا وقصدُه تثبيت التزام الولايات المتحدة بلبنان ودعمها لقراره المستقل، ففوجئ بتحرك فصائل الأهالي، وهي كوحدات الموستيكات، جزء لا يتجزّأ من قوى الجمهورية الإسلامية / فرع لبنان. فعدل برنامجه واستعاض عن الوقت المهدور بمشاهدة حلقتين مستعادتين من مسلسل “فتاة النافذة”.
أراهن على أن برّاك لن يُحبط ولن ييأس. سيستمر بمساعيه الحميدة قاصدًا كل مرة الباب العالي في عين التينة ملقيًا قصيدة مدح في حضرة صاحب الجلالة المتوّج على عرش مجلس النواب راجيًا منه التحدث إلى نائب رئيس الجمهورية الإسلامية في لبنان م. ر. وإبلاغه أن صبر توماس طويل لكن صبر دونالد ترامب قصير جداً.
أراهن أن توماس سيعود قريبًا “مشنكلًا الست مورغان للمشاركة في برنامج ديو المشاهير وربما اشترى شقة عالعضم في التحويطة، وإن شاء الله، في زيارته المقبلة يكون قد تعلّم كلمة عربية واحدة غير قابلة للتأويل: اسكتووووا. عندها نتأكد أن برّاك منّا وفينا ويفهم لغتنا وفي مطلق الأحوال “الإعلام شو ما قال ما رح يحط غبرة على بوط” براك.