IMLebanon

تهديدات تثير السخرية أكثر من اثارة الرعب!

 

بدت التصريحات الأخيرة لرئيس أركان جيش العدو الاسرائيلي غادي ايزنكوت، أشبه بغناء مسافر وحيد يسكنه الرعب، في ليل مظلم في وادٍ يعجّ بالكواسر المفترسة! وهو ينذر بحرب أرض محروقة في لبنان من بيروت وحتى آخر نقطة في الجنوب! ومن غرائب هذا الغراب الاسرائيلي الذي ظلّ ينعق بالحرب طول السنوات الثلاث الماضية من ولايته في رئاسة الأركان، أن يتوقّع اندلاعها في العام الجاري أي في السنة الأخيرة من ولايته! وبالوقاحة المعروفة عن الثقافة المتوحشة للجيش الاسرائيلي فهو يعلن بالحنجرة الفاجرة ان تلك الحرب لن تمنح الحصانة للمدنيين وان صورة الدمار التي ستخلّفها الحرب لن ينساها أحد في المنطقة!

 

***

تصريحات هذا ال ايزنكوت لم تفاجئ المعنيين في المنطقة، ولا سيما في لبنان. وهم يدركون أسبابها ودوافعها. واسرائيل التي تكاد تختنق من التشبّع بما يتم اغداقه عليها من السلاح المتطور والفتاك، تشعر باختناق من نوع آخر… فرئيس حكومتها تمزّقه تهم الفساد، بينما كل رياح السموم التي أطلقتها في المنطقة بدأت ترتد عليها وتمزّق أشرعة سفنها! وأكثر ما يغيظها ان لبنان الذي أذاقها مرارا مرارة الهزيمة، نجح بدحر كتائب التكفير المدعوم صهيونيا عن أرضه، وخنق قنوات الارهاب الداخلي، وينعم بأمن افتقدته دول المنطقة، ورغم كل شيء يتوجه لاجراء انتخاباته النيابية بسلاسة وطمأنينة. وأكثر من ذلك، فقد بدأ يستعيد خطوط تواصله مع عمقه العربي، وسنونوات الربيع تبشر بأن صيفه سيكون صاخبا بافراح السيّاح العرب والأجانب الآتين اليه من الخليج ومن مختلف قارات الانتشار اللبناني في العالم!

***

اقليميا ودوليا، فان الصورة ليست أزهى بالنسبة لاسرائيل. ووحشيّتها في قمع التظاهرات المدنية السلمية في غزة وفي الضفة استفزّت الشعوب المتحضّرة في العالم الغربي الذي يمثل الحاضنة بالنسبة اليها! ووالدها الحنون ترامب يعلن قرب سحب جنوده من سوريا! ورعاة قنبلتها التكفيرية الذرية في الغوطة الدمشقية ينسحبون منها وذيولهم بين سيقانهم!.. اما تصريحات ايزنكوت فيبدو انها أثارت الكثير من السخرية، أكثر مما تثيره من الرعب!