IMLebanon

محطة الخميس

 

نفحة تفاؤل أشاعها الرئيس المكلف سعد الحريري في فضاء تشكيل الحكومة، مصدرها اثنان: مشاورات المرحلة الثانية التي أجراها الرئيس المكلف، وبلوغ الرئيسين الأميركي ترامب والروسي بوتين أبواب العاصمة الفنلندية هلسنكي، الجامعة بطبيعتها السكانية بين الشرق والغرب، تحت سماء مشتركة.

والاعتقاد ان هذه القمة الثنائية سوف تحدّد مصائر دول كثيرة، من أوكرانيا حتى اليمن، مرورا بالمشرق العربي المحموم.

لقد بات مسلّما به ان المعطيات الخارجية هي البوصلة التي يهتدي بها روّاد الحلول في الداخل اللبناني، وما التفاهمات السياسية المحلية، سوى متممات.

ويراهن دبلوماسيون غربيون في بيروت على خروج هذه القمة الثنائية بحلول، للمسألة الأهم بالنسبة الى الادارة الأميركية، ألا وهي الوجود الايراني خارج حدوده الدولية، وخصوصا الوجود الساخن في سوريا واليمن، والعراق، والأقل سخونة في لبنان.

أما الجانب الروسي فالعين على أوكرانيا والقلب في سوريا، رأس رقبة جسره الى الأبيض المتوسط، بينما العراق خارج اهتماماته.

على ان هذا الرهان، له مشكّكون كثيرا بينهم الصحافي البريطاني الشهير ديفيد هيرست، الذي حذر أصدقاءه العرب من ترامب الذي وصفه هيرست بموقع ميدل ايست آي، بالسمّ القاتل. والذي لا يتورّع عن الالقاء بأقرب المقربين منه تحت عجلات الحافلة؟..

طبعا أسهم ترامب الأوروبية متراجعة، ومثلها أسهمه الصينية، وهذا يعني انه سيكون حريصا على التفاهم مع المنافس الوحيد الذي بقي يعترف به، وهو الرئيس بوتين.

وتقول أوساط دبلوماسية غربية، ان خروج ايران من المنطقة، هو المعيار بالنسبة الى ترامب، واذا لم يحصل تفاهم على ذلك، فان الوضع سيسوء في سوريا، ومن ثم في دول الجوار وضمنها لبنان.

ومن هنا استعجال حزب الله والوفود الايرانية الزائرة، تشكيل الحكومة، لأن ما سيحصلون عليه من مقاعد وزارية الآن، قد يتعذر التطلع اليه لاحقا.

وبانتظار نتائج قمة ترامب بوتين تبقى صيغة التواصل والتشاور أفضل مستهلك للوقت، ويبقى التشاؤل الذي هو حالة وسطية بين التفاؤل والتشاؤم خير ملاذ للصغار المنتظرين على أرصفة الكبار، والبعض يرى ان لا شيء أفضل من الصمت حتى لا تخيب الظنون، أو تقوّض الأحلام.

 

 

 

وخلال مرحلة الانتظار القصيرة اليوم وغدا لن يتوقف حديث الحصص الوزارية أعدادا وأوزانا، وسيحاول كل طرف تبرير تمسكه بما يريد، ومن يشعر بضعف حجّته، سيحول نسب العقدة الوزارية من اعداد الحقائب ومستواها، الى الجدليات الدستورية، حول صلاحيات تشكيل الحكومة بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف. وعلى أي حال، لا بد ان تتظهّر الصورة حتى يوم الخميس، حيث تكون القمة الهلسنكية وضعت أوزارها وظهّرت نتائجها، وتبعا للبرنامج المتداول اعلاميا، سيكون على رئيس التيار الحر الوزير باسيل، زيارة بيت الوسط الذي يصفه اعلام حزب الله، باسمه القديم وادي أبو جميل… للتفاهم مع الرئيس المكلف على المسودة الحكومية الأخيرة التي سيكون الرئيس عون بانتظارها ليغادر الحريري بعدها في زيارة خارجية. هذا بالطبع، اذا وافق شنّ طبقة…