IMLebanon

المهلة

 

تجاوز لبنان (موقتاً) مطبّ «التصنيف»، إذ أعطي مهلة يفترض أن تنتهي، مبدئياً، في أواخر العام الجاري، أي بعد نحو أربعة أشهر، وهي ليست فترة سماح، إنما مهلة اختبار:

 

أولاً- اختبار مدى الجدية في التعامل مع الأزمات المتراكمة التي أدّى سوء التصرف إزاءها الى تراكمها وتفاقمها وبالتالي الى الاتجاه الذي كان سائداً نحو سلبية التصنيف.

 

ثانياً – كيفية التعامل، تحديداً، مع أزمات المياه، والكهرباء، والإنفاق، غير المجدي، والنفايات (…).

 

ثالثاً-  الالتزام بتنفيذ البنود التي وُصفت بأنها إصلاحية، في موازنة العام 2019.

 

رابعاً – نمط التعامل مع بنود مقررات مؤتمر سيدر.

 

والى أي مدى سيكون الالتزام بالشفافية.

 

خامساً – أي صيغة ستستقر عليها موازنة العام 2020، وهل ستتمكن الحكومة من إقرارها قبل نهاية العام الجاري أو أنها ستدور في دوّامة ودويخة ما عرفناه  وعايناه وعانينا من سلبياته وتداعياته قبل إقرار الموازنة الحالية التي وُلدت بشق النفس وبعد جهدٍ جهيد كان الرأي العام الخارجي، (المراقب) يرى أنه نوع من المماطلة والبلادة…

 

سادساً- مدى تطبيق القرارات الدولية والأهمية المرتبطة بالعقوبات المفروضة على  حزب الله، وعلى أطراف خارجية.

 

سابعاً –  هل سيلتزم المسؤولون، جدياً، بمكافحة الفساد:

 

أ- بالحدّ منه تباعاً حتى وقفه نهائياً.

 

ب – هل سيبقى هناك فساد ولا فاسدون؟!

 

ج – واستطراداً: هل سيساق فاسدون الى حيث يمثلون أمام القضاء المختص.

 

د- ماهية التدابير التي ستعتمد لوقف هدر الأموال العامة. (في إطار ضبط النفقات عند الحدّ الأدنى الضروري والأكثر ضرورة. وبالتالي التوقف عن البهرجة الفارغة والرحلات باهظة التكاليف الخ…).

 

ثامناً – الى أي مدى سيبلغ الحرص على تنفيذ المخططات والمشاريع المصنفة إنمائية!

 

هل سينجح لبنان في الامتحان؟

 

الإنصاف يقتضي الإقرار بأنّ هناك جهداً مبذولاً من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس نبيه بري والرئيس سعد الحريري نحو الخروج بلبنان من هذه الأزمة ليس فقط موقتاً إنما بشكل تدريجي نحو «حال» مستدامة تُصبح نهجاً من شأنه أن يعيد لبنان ليس فقط الى العافية الاقتصادية، إنما خصوصاً الى الصورة البهية التي كان يظهر فيها عن حق وحقيق قبل أن يسقط خلال العقود الأخيرة في الهاوية!

 

40 سنة من الفشل –

 

لفتنا تصريح المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي، خصوصاً قوله: «العدو لن يتجرأ على ارتكاب أي حماقة ضد إيران، وأنّ الاربعين عاماً المقبلة ستكون الأفضل على إيران معترفاً بأنّ العقود الأربعة الماضية على قيام الجمهورية الاسلامية لم تكن ناجحة».

 

ومما قاله إنّ الولايات المتحدة الاميركية وأوروبا وحتى الاتحاد السوڤياتي تآمروا ضد إيران التي بقيت صامدة (…).

 

أولاً- أمام هذا الكلام الذي يعترف خلاله المرشد الأعلى أنّ نظام آيات الله لم يكن ناجحاً… نقول: إذا حقق أحدهم أي عمل غير ناجح فكيف يجب أن يتصرف؟

 

ثانياً- يعترف بالفشل طوال 40 سنة، فمَن يفشل بالاربعين سنة هل يلزمه 40 سنة أخرى ليعرف ما إذا كان سينجح أم لا؟!.

 

وفي المعلومات أنّ المنتقدين للجمهورية الاسلامية ومرشدها الأعلى قد تصاعدت هجماتهم على السلطة والمرشد ذاته داعينه الى الاستقالة، والناشط السياسي المعروف ابو الفضل غادياني وجه النقد الى خامنئي في 11 من الشهر الجاري قال فيه: لن يشعر الايرانيون بالسلام والسعادة ما دام خامنئي مصراً على حكمه غير الشرعي، وتحوّل هذا الناشط من داعم للنظام الى متشدد ضدّ خامنئي داعياً إياه الى التنحي وتمهيد السبيل أمام استفتاء من شأنه أن يؤدي الى جمهورية علمانية ديموقراطية، وهذا الناشط هو عضو بارز في «منظمة مجاهدي الثورة الاسلامية» اليسارية وهي تختلف عن «مجاهدي خلق» التي مقرّها العراق، وقد سجن اثر الإعتراضات على انتخابات 2009 التي أوصلت أحمدي نجاد الى الرئاسة، وعام 2012 حكم عليه بالسجن، ثم حكمت عليه مجدداً محكمة في طهران لمدة 3 سنوات بتهمة إهانة خامنئي وأنه ضد النظام، وحُكم مرة أخرى اثر توجيهه رسالتين الى خامنئي يتهمه بسوء استغلال السلطة، واتهم السلطة بالتضييق على الحريات واضطهاد المعارضة، ويخلص غادياني الى أنّ «الجمهورية الاسلامية لا يمكن إصلاحها» واصفاً خامنئي بالمستبد بعدما كان يسميه بالديكتاتور.

 

وكتب 7 من مستشاري الزعيم المعارض مير حسن موسوي وزوجته زهرة رهناوي ومهدي كروبي رسالة الى الرئيس الايراني حسن روحاني يعربون عن قلقهم بشأن الظروف الصحية للمعتقلين الثلاثة.

 

في أي حال، نرى أنّ الفشل الأبرز حالياً هو تدهور العملة الايرانية والاتجاه لإزاحة 4 أصفار منها… كان الدولار يساوي 5 تومان أما اليوم فالدولار يساوي 120000 تومان بإزاحة 4 أصفار يصبح الدولار بـ12 تومان.

 

1 Banner El Shark 728×90

 

ثم الأموال التي تنفقها إيران على «حزب الله» تبلغ ملياري دولار سنوياً، منذ العام 1983 أي 38 سنة ما يوازي 76 مليار دولار.

 

وينفقون على الحوثيين وحربهم ضد الشرعية اليمنية مليارات الدولارات.

 

وكذلك يموّلون النظام السوري في الحرب من الأموال العراقية المسلوبة.

 

وفي المقابل، فإنّ الشعب الايراني يقع القسم الأكبر منه تحت خط الفقر.

 

فهل من دليل أكثر مما تقدّم ليس فقط على الفشل، إنما على استخدام خيرات إيران على الميليشيات والعمليات التخريبية في بلدان عربية وأجنبية (في آسيا وأفريقيا وأوروبا وأميركا اللاتينية)؟

 

عوني الكعكي