IMLebanon

الشارع الطرابلسي صوّت ضدّ مصالحات «المصلحة»

 

طرحت ارقام تيار المستقبل في طرابلس تساؤلات وعلامات استفهام كثير حول قوة تيار المستقبل من جهة والزعامات السياسية التي لم تستطع جميعها متضامنة على تأمين اكثر من اثن عشر الف صوت فيما نال مرشحون منفردون بضعة الآلاف من الاصوات وبغض النظر عن الاسباب والخلفيات المتعلقة بتدني نسبة التصويت والتي تختلط بين العناوين الاجتماعية والاقتصادية وبين تراجع دور القيادات السياسية ومن اعتبر ان ترشيح ديما جمالي كان «غلطة» من تيار المستقبل كونها لا تعتبر حصانا رابحا في المعركة، فان الواضح ان تيار المستقبل يقف امام واقع وحقيقة معقدة وهي تراجع قوته وحضوره في الشارع الطرابلسي رغم ان له نوابا يحظون بشعبية كبيرة مثل «ابو العبد» كباره صاحب الرقم الاكبر في الاصوات التفضيلية.

 

تقييم عملية الربح والخسارة لدى تيار المستقبل بدأت قبل يوم الانتخاب، فالتوقعات المستقبلية كانت ترجح النتيجة وهذا ما دفع المستقبل الى التجييش للمعركة فحضر الى طرابلس كل صقور المستقبل من السنيورة واحمد الحريري الى سعد الحريري، وقبل ذلك اجرى المستقبل مصالحات سياسية فحصل التقارب مع رئيس «تيار العزم» نجيب ميقاتي ورتب الحريري مصالحة مع اللواء أشرف ريفي صدمت الرأي العام بعد حقبة من الخلاف بين الطرفين امتدت ثلاث سنوات احتجاجا من قبل ريفي على التسوية السياسية التي قام بها الحريري.

 

هدف مصالحة الحريري مع ريفي الخروج من مأزق الانتخابات الفرعية وتفادي معركة كسر عظم في الشارع السني المرهق والمتهالك من المعركة الانتخابية السابقة وخوض معركة غير واثقة فيما كان هدف ريفي تجنب المعركة بعد ان خذلته الارقام في استحقاق أيار الماضي وحيث ان خوض الانتخابات الفرعية يحتاج الى توفر المال والدعم السياسي.

 

اسباب كثيرة دفعت المستقبل الى الانفتاح على اخصامه السابقين واجراء المصالحة السياسية معهم ولا تتعلق فقط بالانتخابات فقط منها الهجوم السياسي على الحريري الذي بدأ مع فتح ملف السنيورة، والشعور العام لدى رئيس المستقبل انه بحاجة لاعادة النظر بالسياسة الحزبية الداخلية وترتيب بيته السني في وجه الحملات السياسية المتشعبة.

 

فرئيس الحكومة تقلب في ازمات كثيرة وجد نفسه بدون الصقور السابقين فتحرك فؤاد السنيورة بمباركة سعودية نحو اشرف ريفي ورتب اللقاء بين رئيس الحكومة السابق واللواء ريفي، وهكذا التمت قيادات 14 آذار حول السنيورة في مشهد جامع في حملة ال11 مليارا.

 

لم ينفصل ذلك عن توجه لدى المستقبل لاعادة لم شمل رجاله السابقين ومن خرجوا عن عباءة المستقبل في مراحل معينة لاسباب مختلفة وفتح تحالفات على الساحة السنية حفاظا على صلاحيات الحريري الحكومية.

 

ومع ذلك فان «المستقبل» لم يحصد ما زرعه في الاجراءات والترتيبات الاخيرة، وتعتبر اوساط المستقبل ان معركة طرابلس كان لها حيثيتها وظروفها الخاصة، فالشيخ سعد الحريري كان في المرحلة السياسية الماضية التي تلت الانتخابات منشغلا بمشاورات التأليف ومهام تشكيل الحكومة، عدا ذلك فهو محاصر بالاولويات الاقتصادية «فالبلد رح يروح» اذا لم تحصل المعالجة وتأتي الموازنة المتقشقفة المطلوبة من المجتمع الدولي والمصلحة داخليا لانقاذ الوضع من الكارثة الحتمية.

 

وفق المستقبل، فان توقعات التصويت جاءت مطابقة للدراسات الانتخابية فانتخابات فرعية لا تخلق الحماسة ذاتها ولو تضافرت كل جيوش العالم لحث الناخبين، والاكثر صعوبة كان خوض انتخابات بدون شعار سياسي وبدون مرشح من 8 آذار بالمقابل، ولا تخفي اوساط ان هناك احباطاً لدى فريق 14 آذار من الانتخابات الماضية بسبب هزيمة مشروع 8 آذار.