IMLebanon

طرابلس: الاستعانة بالسلطة مخرج لمأزق المستقبل

 

يوم جاء الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري إلى طرابلس في زيارته الأخيرة للمدينة، الأسبوع الماضي، خرج منها بانطباع لا يدعوه كثيراً إلى التفاؤل، مفاده أن الذي ينتظر تياره الأزرق في الانتخابات النيابية المرتقبة في 6 أيار المقبل لا يبشر بالخير من أي جانب.

 

أحد معالم التشاؤم الانتخابي التي وجدها الحريري أمامه، أنه بعدما أوعز إلى المقربين منه بتنظيم لقاء مع مخاتير عاصمة الشمال، وحدد موعداً لهذا اللقاء، فوجئ بأنه لم يحضر منهم سوى مختارين من أصل 51 مختاراً، الأمر الذي شكّل له صدمة لم يكن يتوقعها وليست في حسبانه أبداً، ما دفعه إلى إلغاء اللقاء.

كل ذلك جاء وسط انشغال الحريري وقيادة تيار المستقبل بدرس السبل الآيلة إلى تجنّب تلقيهم هزيمة متوقعة في الانتخابات النيابية في طرابلس وقضاء المنية ــ الضنية، الذي يشكل والمدينة دائرة انتخابية واحدة تضم 11 نائباً، من بينهم 8 نواب سنّة، أي إن هذه الدائرة التي تشكل ثقلاً سنّياً كبيراً تعني الكثير لرئيس الحكومة سعد الحريري في حسابات الترشح لرئاسة الحكومة، أو في حسابات زعامة الطائفة السنّية، في ظلّ وجود أكثر من طرف في المدينة ينازعه الأمرين معاً.

 

كرامي: نحن لا نهدد الأمن القومي اللبناني ليتصرفوا معنا بهذا الشكل

ويُدرك الحريري أن وجوده على رأس السلطة واستفادته منه، ودعم مناصريه وناخبيه وخدمتهم، هو العامل الوحيد الذي يُعوّل عليه في إبقاء قاعدته الشعبية متماسكة ومواجهة خصومه السياسيين في طرابلس والطائفة السنّية، وهو ما برز بوضوح كبير في الآونة الأخيرة من خلال حصر الخدمات والدعم في الوزارات التي بحوزته بمناصريه فقط.

ففي هذا المجال، أفادت مصادر مطلعة لـ«الأخبار» بأن «تيار المستقبل فتح الباب على مصراعيه أمام مفاتيح انتخابية وفاعليات وشخصيات استطاع استمالتها إلى صفوفه في الآونة الأخيرة، سواء ابتعدت عنه، أو كانت كانت محسوبة على قوى سياسية أخرى منافسة كالرئيس نجيب ميقاتي والنائب محمد الصفدي والوزيرين السابقين أشرف ريفي وفيصل كرامي، مفسحاً لها في المجال لتستفيد من «حنفية» الدولة وخدماتها، التي تبدأ من الحصول على رخصة بسطة، أو رخصة سلاح، أو رخصة بناء مخالف، أو إطلاق سراح موقوف، أو فكّ حجز سيارة مخالفة، وصولاً إلى حدود التعيينات والتوظيفات ضمن الوظائف العامة».

وأوضحت المصادر أن «تيار المستقبل يُضيّق على خصومه ومناوئيه إلى أبعد الحدود في هذه المجالات، من أجل استخدامها في وجههم خلال الانتخابات النيابية»، وهو أمر أكدته مصادر في التيّار الأزرق لـ«الأخبار» عندما قالت إن «الانتخابات لها قواعدها التي يمارسها كل من يتبوأ السلطة، ونحن لسنا جمعية خيرية ولا كاريتاس». ولفتت المصادر الزرقاء إلى أنّ «من الطبيعي أن نقوم بذلك وأكثر منه، وينبغي لخصومنا أن لا يتوقعوا منّا غير ذلك، خصوصاً بعد أزمات عديدة مررنا بها»، مضيفة: «لو كان خصومنا في السلطة لفعلوا مثلنا وأكثر».

هذا الواقع دفع الوزير السابق فيصل كرامي إلى دعوة تيار المستقبل و«أهل السلطة في لبنان»، في تصريح له لـ«الأخبار» إلى أن «تكون الانتخابات لعبة ديمقراطية، من غير إقحام أجهزة الدولة والسلطة فيها»، مضيفاً: «لقد زادوها معنا كثيراً، فهم يستخدمون الدولة بكل سلطاتها وأجهزتها ضدنا».

وقال: «نحن لا نهدّد الأمن القومي اللبناني ليتصرفوا معنا بهذا الشكل. لا أنا ولا (الرئيس) نجيب ميقاتي ولا (النائب) سليمان فرنجية ولا (النائب السابق) جهاد الصمد، وليس هكذا يكون عهد الدولة والمؤسسات الذي وُعدنا به».