IMLebanon

هل يبيع ترامب الشعبين اللبناني والسوري من أجل «تيس»؟  

 

 

تاريخ الأميركيين في البيع والشراء، حافل بالتخلي عن الحلفاء، من أجل مصالحهم… ومهما كان نوع حلفائهم… والتاريخ يشهد على ذلك، فلو عدنا الى أيام شاه إيران محمد رضا بهلوي لوجدنا الشاه أهم حليف للولايات المتحدة. فإذا استثينا «إسرائيل» التي تعتبر الولاية الثالثة والخمسين من ولايات المتحدة، لقربها و»معزّتها» من أميركا فإنّ إيران هي الأهم والأقرب الى قلوب رؤساء وحكومات الولايات المتحدة.. لكن أميركا، وبقدرة قادر تخلّت عن حليفها الشاه الذي اعتبرته في يوم من الأيام، خط دفاعها الاول في «وجه» الاتحاد السوڤياتي. تخلّت عنه من دون مقدّمات، وهي كانت «تحضّر» لعودة آية الله الخميني من فرنسا، حيث تولّت المخابرات الفرنسية حمايته وتأمين قصر له ووفرت له كل التسهيلات.. صرفت مئات ملايين الدولارات لتوزيع «كاسيت» طائفي يدعو الى تشييع العالم الإسلامي، خصوصاً أهل السنّة، لقد ساهم الاميركيون في عملية عودة الخميني وحرصوا على عودته مظفراً، لمآرب خاصة بهم.

 

طرد الشاه، ولم تقبل أي دولة استقباله كرمى «لعيون» أميركا وكان الرئيس المصري يومذاك المرحوم محمد أنور السادات، أجرأ من الجميع، إذ استقبل الشاه متحدياً العالم… وكان استقباله له يحمل طابعاً رسمياً كإمبراطور لإيران.

 

ما دفعنا الى التذكير بمواقف الولايات المتحدة الاميركية، وعادتها في بيع حلفائها، زيارة مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم لأميركا وتكريمه، إذ منح الاميركيون اللواء ابراهيم وساماً محترماً جداً ورفيعاً لا يُقدّم إلاّ للرجال المهمين.

 

لا نشك أبداً، بأنّ اللواء عباس ابراهيم شخصية أمنية مرموقة وفَذّة، رفيعة المستوى، وصار متخصصاً بمواضيع معالجة المخطوفين، ولعب أدواراً ناجحة رغم صعوبتها، في حل معضلات كهذه… حتى انه يمكننا القول إنّ اللواء عباس ابراهيم بات المسؤول الامني الوحيد الذي يحترمه المسؤولون السوريون ويثقون به.

 

والولايات المتحدة الاميركية، وهي على أبواب انتخابات رئاسية في الثالث من تشرين الثاني المقبل، تسعى ولمصالح إنتخابية لاستعادة الاميركيين المخطوفين أو المأسورين في دول عدة، خصوصاً سوريا وإيران. وهذا الموضوع يشكل للرئيس الاميركي دونالد ترامب هدفاً أساسياً.

 

ويمكن القول إنّ أكبر هموم ترامب الانتخابية الآن هو الصحافي اوستن تيس الذي خطف عام 2012 في سوريا، حيث كشفت معلومات خاصة أنّ الاستخبارات المركزية الاميركية أبلغت النظام السوري انها على علم بأنّ تيس محتجز في أحد سجونه. كما يسعى الرئيس الاميركي لتحقيق إنجاز أو خرق على هذا الصعيد قبل أيام من انطلاق العملية الانتخابية الرئاسية.

 

وهنا تذكر أنباء صحافية، أنّ موضوع الصحافي تيس كان محور اللقاءات التي جمعت اللواء عباس ابراهيم بأكثر من مسؤول أميركي رفيع المستوى في الامن القومي الاميركي والاستخبارات ومكتب الامن الفيدرالي خلال زيارته الولايات المتحدة، كما أشرنا.

 

وَلْنَعد أيضاً الى الماضي… الى بداية الثورة السورية عام 2011، حيث شنّت الولايات المتحدة أولى ضرباتها في سوريا في 23 أيلول 2014 بمساعدة حلفائها، لتكون أول خطوة لواشنطن على الارض في النزاع المذكور، وكان ذلك في عهد الرئيس أوباما، الذي عاد وهدد بشار الأسد بمعاقبته لاستعماله الغاز المحرّم دولياً والمواد الممنوعة المحظور استعمالها.. وبسحر ساحر، وبشكل مفاجئ، كلف أوباما الروس بنقل المواد السامة من سوريا الى مكان لا يزال مجهولاً حتى اليوم.

 

كما نود الإشارة الى أنّ الرئيس ترامب، أمر صحافيّيه بإجراء لقاءات ومقابلات لم تصل الى نتيجة لإطلاق الـ»تيس» المأسور.

 

ونتساءل… إنطلاقاً من كل ما قلناه، هل هناك صفقة مع النظام السوري لبيع الشعبين اللبناني والسوري من أجل تيس… أخشى ذلك… فالاميركيون معتادون على إبرام الصفقات المشبوهة…

 

إذ بعد العقوبات الاميركية، وإعادة فتح قضية الصحافي «تيس» لم يعد ثمة فرصة لإخراج أوستن إلاّ بتقديم «القرابين» التي نتمنى أن لا تكون على حساب الشعبين اللبناني والسوري.