IMLebanon

ترامب ونتنياهو… رجلان في مأزق متشابه!

 

نكتشف اليوم ونفاجأ بما لم يكن خافيا منذ البداية. وهذا ما ظهر من خلال الاطلالة الأخيرة لسماحة السيد حسن نصرالله، وفي حديثه عن الأطماع الأميركية والاسرائيلية بالنفط والغاز، من البلوك ٩ والمياه البحرية في المنطقة الاقتصادية في لبنان، الى شرق الفرات، ومرورا بمخزون النفط والغاز في الجولان، وفي سائر المنطقة العربية. وواقع الحال، ان السيطرة على منابع النفط في العالم كانت استراتيجية أميركية ثابتة منذ ما بعد الحرب العالمية الأولى، وفي المنطقة العربية بعد اكتشاف النفط في ثلاثينات القرن الماضي في الخليج.

 

من الغريب أن كثيرا من المتابعين في المنطقة لم يكتشفوا إلاّ متأخّرين ان عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب هو أولا وأخيرا عهد الجشع النفطي والنهب المالي. وهو لم يخف ذلك خلال حملته الرئاسية الانتخابية. وعلى الأرجح انه تمّ النظر باستخفاف الى مضامين تلك الحملة، واعتبروها نوعا من المبالغات الانتخابية، تبعا للاستخفاف بشخصيته السياسية وماضيه الشخصي، وافتقارهما الى الاتزان والسمعة العطرة! وقد فات الغالبية من المراقبين ان ترامب كان يعني كل كلمة يقولها، من الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، والى خريطة الأطماع بالنفط والغاز في العالم…

 

الاشارة الصارخة كانت قرار ترامب بتعيين ريكس واين تيلرسون وزيرا للخارجية! صحيح ان هذا الرجل كان شخصية معروفة ولها وزنها في العالم، ولكن ليس على مستوى خبرتها أو اختصاصها بالعلاقات الدولية، وانما كان كل رأسماله هو خبرته العميقة والواسعة في المجال النفطي الأميركي والعالمي حصرا. واكتسب شهرته بصفة خاصة من كونه رئيسا ومديرا تنفيذيا لشركة اكسون وهي سادس أكبر شركة في العالم من حيث الايرادات، وذلك لمدة ١١ سنة متواصلة. وزادت شهرته بعد نجاحه بعقد صفقات تجارية نيابة عن شركته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين! وهذا ما عناه ترامب بتعيين تيلرسون وزيرا للخارجية، وهو جعل الدبلوماسية الأميركية، نفطية أولا!

 

من المفارقات الفاقعة، ان الرجلين اللذين يتشابهان في العقلية العنصرية والأطماع الخارجية، والنهج العدواني، أي الرئيس الأميركي ترامب ورئيس وزراء اسرائيل نتنياهو، يعانيان اليوم من أزمتين خانقتين متشابهتين في المضمون. ترامب يواجه مشكلة عويصة مع المحقق القضائي في مسألة استفادة حملة ترامب من دعم روسي للتأثير على الانتخابات. ونتنياهو يعاني من تحقيقات الشرطة واتهامه بالفساد والرشوة وسوء الائتمان. ومن هنا يتخوّف المراقبون من ان يلجأ الرجلان، متى حشرا في الزاوية، الى افتعال حروب خارجية لصرف الاهتمام عن أزمة كل منهما الداخلية… ولكن الحروب لها حسابات أخرى في ظلّ هذا الزمن المتغيّر!