IMLebanon

أحلاها مرّ  

 

ماذا سيقرّر الرئيس سعد الحريري عندما يأتي الى لبنان قادماً من فرنسا التي يجتمع فيها اليوم مع الرئيس إيمانويل ماكرون قبل أن يتناول وأسرته الغداء الى مائدة «الإليزيه».

 

كم يوماً سيمضي رئيس الحكومة في باريس؟ الجواب عند دولته وإن كانت عودته الى بيروت لن تتأخر كما تتقاطع «المعلومات» المتداولة. ومع تلهف اللبنانيين الى وجود رئيس حكومتهم في ما بينهم، يبقى السؤال الذي يطرح ذاته وبإلحاح هو: وماذا بعد؟

الأكثرية الساحقة من اللبنانيين (من مختلف الطوائف) عبّرت في الأيام القليلة الماضية، عن وقوفها الى جانب الرئيس الحريري، باستثناء قلة «تصوم وتصلّي» كي يقدم الرجل إستقالته (وفق الأصول) الى رئيس الجمهورية، ثم أن يعلن تنحّيه عن السلطة في المرحلة المقبلة. ولكنّ للقيادات الفاعلة جميعاً رغبة وإصراراً على أن يبقى الحريري في رئاسة الحكومة إن بالرجوع عن الإستقالة التي لم تصبح نافذة بعد، أو بالإصرار عليها والإستعداد لترؤس الحكومة الجديدة التي يتوقع أن يعيّن الرئيس ميشال عون مواعيد إجراء استشاراتها الملزمة من دون أي تأخير.

فاحتمال الرجوع عن الإستقالة لا يبدو أنه خيار زعيم 14 آذار. أمّا إحتمال الرغبة في تشكيل الحكومة الجديدة فلا يبدو بعيداً.

ولكن كيف ستكون هذه الحكومة؟

إذا كانت حكومة سياسية فمن الصعب أن تبصر النور في مدى أيام أو حتى أسابيع على التكليف. وبالتالي ستواجه شهوة الإستيزار من جهة، والشروط فالشروط المضادة. وبالتحديد في ما يتعلق بإشراك وزراء حزب اللّه في التشكيلة الجديدة. وهذا الأمر يبدو وارداً على نطاق واسع، وهو سيكون مدار الجدال الذي يبتدئ ولكنه قد لا ينتهي. ذلك أن الحزب يقول إنه يمثل الشريحة الكبرى في طيفه ولا يمكن تجاوزه في الوزارة. وأخصام الحزب يقولون بتعذر قبول الحريري بتشكيلة فيها وزراء للحزب. وإن ما رشح من الأيام الصعبة الأخيرة، برغم ما شابها من غموض، يشي بأنّ إشراك الحزب ليس في مقدور الشيخ سعد تحمّله خصوصاً (…).

أما أن تكون حكومة تكنوقراط مطعّمة بأصدقاء ومقربين لحزب اللّه ولسواه من القيادات والأحزاب السياسية، فهذه حظوظها أكبر، ولكن ليس مرورها سهلاً.

يبقى إحتمالان: أولهما تشكيل حكومة تكنوقراط كاملة الأوصاف تحت تسمية «حكومة الإنتخابات» غير المسيّسة. وربما كان هذا الخيار أكثر قابلية في المرحلة التي ستستجّد.

والإحتمال الثاني أن يقدم الرئيس الحريري إستقالته وأن يحظى بأكثرية نيابية تفتح الطريق أمامه للعودة الى رئاسة «حكومة عتيدة» سيواجه تشكيلها عقبات كبيرة، وربما مستعصية، فيتعايش رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، مع سعد الحريري الرئيس المكلّف الى ما بعد إجراء الإنتخابات النيابية…

وعندها سيكون لكل حادث حديث… علماً أن كبار رجال القانون أفتوا بأن حكومة تصريف الأعمال تستطيع قانوناً إجراء الإنتخابات النيابية.