IMLebanon

اتحاد بلديات البحيرة: نزاعٌ طائفي يُهدِّد بفرطه!

 

 

فازت الورقة البيضاء في انتخابات اتحاد بلديات البحيرة في البقاع الغربي، بعد تجاوز عددها التسعة أصوات، التي نالها الفائز رئيس بلدية مشغرة إسكندر بركة. ويعود ذلك إلى تحوّل الاستحقاق إلى كباش طائفي، بين البلديات الـ 19 المكوّنة لاتحاد البحيرة.

 

فاسكندر، فاز بدعم من حزب الله، ومعارضة البلديات السّنية والمسيحية وبلديّتين شيعيّتين محسوبتين على حركة أمل.

 

ومعارضة هؤلاء مردّها «الاستئثار والهيمنة والفرض»، والتصويت بورقة بيضاء هي «رسالة قوية» في وجه ذلك، كما يقول رئيس بلدية بعلول إبراهيم درويش، الذي تحدّث باسم رؤوساء بلديات القرعون ولالا وجب جنين السُنّية.

 

كذلك، يقول الوزير السابق محمد رحال إنّ هناك «إجماعاً سُنّياً ومسيحياً، وحتى اعتراضاً شيعياً على منطق الفرض والاستئثار والهيمنة في موضوع التّسمية»، مضيفاً: «نجحنا في فرض 10 أوراق بيضاء، وإعلان الرفض والمعارضة لهذا المنطق».

 

وحذّر من أنّ «هذه الطريقة في التعاطي ستؤدّي إلى تشرذم بلديات الاتحاد». و يجري التداول، في هذا السياق، بإمكانية خروج 10 بلديات سُنّية ومسيحية من اتحاد البحيرة وتشكيل اتحاد جديد.

 

 

في المقابل، يرفض مصدر معنيّ في هيئة العمل البلدي في حزب الله الاتهامات بـ«الهيمنة والاستئثار»، مؤكّداً أنه «عمل بيد ممدودة حتى قبل ساعة من الانتخاب، ولكن كان هناك قرار من الآخرين بالتهميش، حين أصرّوا على ترشيح رئيس بلدية القرعون خالد البيراني لمدّة ست سنوات، دون أن يتمثّل معه أحد في الرئاسة». وأشار إلى أنه اقترح «المناصفة في رئاسة الاتحاد بين البيراني وبركة، ولكن قوبل بالرفض»، لافتاً إلى أنه تواصل مع مفتي زحلة والبقاع علي الغزاوي وأبلغه بـ«مختلف الطروحات التي قوبلت بالرفض من الجانب الآخر».

 

وختم المصدر المعني بتأكيد أنّ «الاتفاق يلحظ أن يتولّى رئيس بلدية سُنّي النصف الثاني من ولاية رئيس الاتحاد، ونحن لا نزال عند هذا الطرح».

 

10 أوراق بيضاء

تتوزّع بلديات اتحاد البحيرة بين ثلاث طوائف؛ ثماني بلديات شيعية، هي: لبايا – مشغرة – سحمر – يحمر – عين التينة – قليا – زلايا – ميدون، مع العلم أنّ مشغرة رئيس بلديتها مسيحي، ولكن يسمّيه حزب الله. كما يضمّ الاتحاد ست بلديات مسيحية، هي: خربة قنفار – تل دنوب – باب مارع – صغيين – عيتنيت – عين زبدة، وخمس بلديات سُنّية، هي: القرعون – جب جنين – لالا – بعلول – كفريا.

 

قضى العرف في الاستحقاقات الماضية أن يكون رئيس الاتحاد سُنّياً. وفي الاستحقاق الأخير، تمّ الاتفاق على تقاسم ولاية رئيس الاتحاد بين رئيس بلدية سُنّي وآخر شيعي، فيما أُعطي موقع نائب رئيس الاتحاد إلى رئيس بلدية مسيحي. ولكنّ الجانب الشيعي آنذاك، لم يطالب بحصّته في رئاسة الاتحاد وأكمل رئيس بلدية القرعون السابق يحيى ضاهر ولاية كاملة.

 

أمّا الذي كان مطروحاً في الانتخابات التي جرت أمس، هو أن يتقاسم سُنّي ومسيحي الرئاسة، على أن يكون نائب الرئيس شيعياً.

 

ونتيجة لاعتراضات على هذه الآلية، اتّفق رؤوساء البلديات السُنّية والمسيحية ومعهما رئيسا بلديتَي سحمر ويحمر الشيعيتين على التصويت بورقة بيضاء، فيما صوّت لبركة بقية رؤوساء البلديات الشيعية، وبلدتي عيتنيت وباب مارع.

 

في الدورة الأولى، نال بركة تسعة أصوات مقابل 10 أوراق بيضاء. ولأنّ بركة لم ينل الغالبية أي النصف زائد واحد، أجريت دورة ثانية لم تختلف فيها النتيجة، فأُعلن فوز بركة بالرئاسة، فيما فاز رئيس بلدية لبايا سالم ناجي مصطفى بموقع نائب الرئيس من الدورة الأولى، بعد حصوله على 12 صوتاً.