IMLebanon

الفاتيكان يسعى والاستحقاق الرئاسي يبتعد

تتراكم الملفات السياسية والاقتصادية دون اغفال عودة سلسلة الرتب والرواتب الى الواجهة بحلة جديدة مع تغيير هيئة التنسيق النقابية، ولكن اقرارها وفق كبار المطلعين بحاجة الى قرار سياسي لا مالي او تقني، في حين ان مسألة التمديد لقادة الاجهزة الامنية يعتبر ملفا خلافيا بامتياز ولن يقر قبل ستة اشهر كي يجري تحييده عن التجاذبات السياسية، وقد تكون اللحظة السياسية حينها مؤاتية لقرار يحيد البلد عن الخضات والخلافات بين الافرقاء السياسيين نظرا لحساسية ودقة هذا الملف، بينما تبقى مسألة الاستحقاق الرئاسي مكانك راوح وتدور في حلقة مفرغة وفق اوساط سياسية متابعة.

الاوساط المذكورة تشير، من خلال معلومات مستقاة من اكثر من دولة اوروبية ووفق ما ينقل عن سفراء غربيين، الى ان الانتخابات الرئاسية تتجه نحو المزيد من العثرات، وحيث ما جرى مؤخرا من مواقف لوزير الخارجية الاميركي جان كيري الى ما يحصل من غزل اميركي – ايراني وصولا الى تباعد في النظرة السياسية للمسألة السورية بين الاوروبيين والاميركيين وارتفاع وتيرة العنف في سوريا والعراق. فكل ذلك له تأثيرات سلبية على مسار الاستحقاق الرئاسي ويبقيه راقدا في ثلاجة الانتظار الى حين الفرج الاقليمي والدولي، وعناصر هذا الفرج غير متوفرة في هذه المرحلة الاخذة نحو التأزم بوتيرة اكبر وتحديدا على صعيد وضع المنطقة، الى الخلاف الايراني – الخليجي وخصوصا بعد ما جرى في اليمن، الى تدخل طهران وحلفائها في سوريا، حيث تلك الاوضاع ستخلق المزيد من الازمات في لبنان.

وفي هذا السياق ما جرى مؤخرا من تصعيد في اللهجة السياسية بين قوى 8 و14 آذار. وتحديدا بعد مهرجان «البيال» لدليل على هذا الاحتقان الاقليمي الذي سيتنامى سياسيا وعسكريا، ناهيك الى اجماع عبر تقاطع معلومات دولية ومخابراتية عن تصعيد محتمل خلال الاسابيع القليلة المقبلة على جبهات عرسال ورأس بعلبك واشتعال جبهة القلمون – القصير – الزبداني، ومن الطبيعي ذلك سيترك تداعيات سلبية على الداخل اللبناني ان على الصعيدين السياسي والاقتصادي، الى الاستحقاق الرئاسي وسائر الملفات السياسية والاستحقاقية على الرغم من المحاولات الجارية في اطار الحوارات بين المكونات السياسية الاساسية، لكنها لا زالت تدور حول ما يسمى بتنظيم الخلاف لا اكثر.

واعتبرت الاوساط، ان الخلاص الاكبر، وتحديدا على مستوى الاستحقاق الرئاسي، يبقى عبر دور الفاتيكان التي ما زالت تضغط باشكال عديدة على عواصم القرار من اجل انتاج رئيس في لبنان ولكن ليس من حلحلة او استجابة لهذه المساعي نظرا لحجم التطورات والتحولات الاقليمية وعودة الخلافات اللبنانية الداخلية الى الواجهة مجددا. وعلم في هذا الصدد ان عاصمة الكثلكة في العالم على تواصل مع كبار القيادات الدولية وهنالك اقنية كثيرة تسعى حاضرة الفاتيكان من خلالها لاحداث خرق يؤدي الى انتخاب رئيس في لبنان، ويمكن القول حتى الساعة «على من تقرأ مزاميرك يا داوود». لذا، فان العرقلات والتعقيدات على خط انتخاب الرئيس تتفاقم مع الاشارة الى ان مسألة التمديد لقادة الاجهزة الامنية بدورها ستؤدي الى اتساع رقعة الشرخ السياسي وما لذلك من دلالات واشارات على مستوى الرئاسة الاولى. وفي غضون ذلك فان المرحلة الراهنة لترقب مآل الملف النووي الايراني والى ان سيصل موقف وزير الخارجية الاميركي من سوريا وصولا الى عامل المعارك الميدانية من العراق الى سوريا وما ستحققه من نتائج، وعندئذ يمكن البناء في لبنان على قضايا كثيرة ومن ضمنها ملف الاستحقاق الرئاسي.