IMLebanon

المخالفات و«الترياق» الاميركي يتيحان لاسرائيل التمادي بسرقاتها

 

تجمع كل التقارير الاستخبارية والديبلوماسية ان العدو الاسرائيلي يسارع في استخراج الثروة النفطية والغازية في المياه الاقليمية لفلسطين المحتلة، والاخطر ان كل هذه التقارير تتحدث عن ما يقوم به المحتل الاسرائيلي من استخراج للثروة النفطية والغازية على مقربة من البلوك «رقم 9» الذي يقع ضمن المياه الاقليمية اللبنانية، وتحاول قيادة العدو بدعم أميركي، منع لبنان الاستفادة من مخزون البلوك المذكور، طالما ان المسؤولين اللبنانيين ابلغوا الاميركيين لاكثر من مرة، والتي كان اخرها خلال زيارة مساعد وزير الخارجية الاميركية ديفيد ساترفيلد الى بيروت، بعد ان طرح الاخير على كل من الرئيسين عون والحريري القبول بخمسين بالمئة من الـ«بلوك 9» في مقابل حصول العدو على النصف الاخر، حيث اكد رئيس الجمهورية – بحسب المعلومات – على ضرورة ترسيم الحدود البحرية عبر اللجنة المنبثقة عن تفاهم نيسان 1996، على غرار ما حصل بالنسبة للخط الازرق، وهو الامر الذي كان ابلغه الرئيس نبيه بري لمسؤولين اميركيين وبالتالي رفض ما يقترحه الاميركيين.

 

لذلك، فالسؤال الاول، لماذا التباطؤ اللبناني في تسريع عملية استخراج ثروته النفطية والغازية في البلوكات التي جرى تلزيمها وتحديداً في البلوكين رقم «4» و«9»؟

 

وفق مصدر سياسي مطلع على معطيات الحراك اللبناني في مسألة استخراج النفط والغاز من جهة وما يقوم به العدو الاسرائيلي من جهة ثانية. فالخطر الاول والاكبر الذي يهدد المخزون من النفط والغاز في «البلوك 9»، وما بدأت به تل ابيب من استخراج للغاز في حقل «كماريش» في المياه الاقليمية لفلسطين المحتلة والذي يبعد حوالى اربعة كيلومترات عن «البلوك 9»، رغم ان الاخير يبعد حوالى 25 كلم عن الخط البحري الفاصل بين لبنان وفلسطين المحتلة، كما ان حقل «كاريتش» الذي يحتله كيان العدو الاسرائيلي وبدأت الشركات الملتزمة هناك باستخراك الغاز منه، له امتداد داخل المياه الاقليمية للبنان وبالتالي في استطاعة العدو سرقة مخزون «البلوك 9» وربما ابعد منه ما يهدد بسرقة الكميات الضخمة من المخزون النفطي والغازي فيه، بحيث يقدر الخبراء مخزون الغاز في «البلوك 9» بما يزيد عن ثلاثة تريليون متر مربع، اضافة الى مخزون كبير من النفط الخفيف.

 

بل ان كل المعلومات تشير – بحسب تأكيد المصدر – ان العدو الاسرائيلي لن يتوانى عن سرقة مخزون «البلوك 9»، و الاسرائيلي يتكل على الدعم الاميركي له لسرقة هذا المخزون، في مقابل ممارسة الاميركي الابتزاز والضغوط على لبنان، للقبول بالحل الذي تقترحه واشنطن والقاضي بتقسيم «البلوك 9» مناصفة بين لبنان وكيان الاحتلال، في وقت ترفض تل ابيب بدعم الادارات الاميركية المتعاقبة ان يصار الى ترسيم الخط البحري ما بين لبنان وفلسطين المحتلة من خلال العودة الى اتفاقية نيسان عام 1996، التي افضت الى ترسيم الخط الازرق على الحدود البرية، مع العلم – كما يقول المصدر – ان العدو الاسرائيلي رفع من تهديداته ضد لبنان بشكل غير مسبوق منذ ان وقع لبنان مطلع العام الماضي على اولى الاتفاقيات النفطية مع ائتلاف الشركات الايطالية والروسية والفرنسية ومارس التهديد ضد الشركات الملتزمة لمنعها من القيام بعملية التنقيب في مرحلة قريبة.

 

ولذلك يلاحظ المصدر انه لا توجد مؤشرات لاسراع الجهات اللبنانية المسؤولة في الدفع من اجل قيام الشركات الملتزمة لعملية التنقيب في وقت قريب، بل ان ما هو ظاهر حتى الان ان عملية التنقيب في البلوك «رقم 4» لن تبدأ قبل نهاية العام الحالي او مطلع العام المقبل، بينما التنقيب في البلوك «رقم 9» قد يتأخر الى ما بعد مطلع العام المقبل، يضاف الى ذلك «ان الاتفاق مع الشركات الملتزمة يعطي لها حرية اختيار النقطة التي ستبدأ بالتنقيب فيها في «البلوك 9»، وبالتالي فالمعطيات تشير الى ان هذه الشركات ستعمد الى اختيار التنقيب من النقطة الاولى في شمال البلوك المذكور وليس من جنوبه ما يهدد بسرقة العدو لكميات ضخمة من مخزون «البلوك 9» حتى في حال تمكنت الشركات الملتزمة من بدء التنقيب والاستخراج قبل سرقة العدو لكامل مخزون البلوك المذكور، خصوصاً ان عملية الاستخراج قد لا تبدأ قبل العام 2026، اي بتأخير ما يزيد عن عشر سنوات عن بدء العدو باستخراج الغاز والنفط من حقل «كاريش» المتاخم «للبلوك 9» ولجوء الشركات التي جرى تلزيمها من جانب قيادة الاحتلال الاسرائيلي عملية التنقيب والاستخراج من شمال حقل «كاريش» اي على مسافة بسيطة من «البلوك 9».

 

يضاف الى ذلك، ان الجهات الرسمية في لبنان لا يبدو انها في استعجال من امرها لبدء الشركات الملتزمة بالتنقيب وحفر الآبار ومن ثم اقامة المنصات وبعدها لبدء عملية استخراج النفط والغاز من «البلوك 9» حيث ان الاسراع في التنقيب واستخراج الثروة البحرية العائدة للبنان تعرقلها مسألتين اساسيتين:

 

– الاول: المناكفات القائمة بين الجهات المعنية في الحكومة حول طبيعة التصرف بالعائدات النفطية وانشاء «صندوق سيادي» لهذه الغاية، في وقت لم يخرج هذا الملف عن دائرة المحسوبيات والمحاصصة.

 

– الثاني: ان المسؤولين اللبنانيين، رغم ابلاغ الاميركي رفض لبنان لتقسيم «البلوك9» مع العدو الاسرائيلي، الا انهم لم يحركوا ساكناً امام ما تقوم به تل ابيب من عملية استخراج للنفط والغاز في حقل «كاريش» المتاخم «للبوك 9»، بل ان هناك مسؤولين في الدولة لا زالوا ينتظرون «الترياق» الاميركي وبالاحرى «الضوء الاخضر» من واشنطن لاطلاق عملية التنقيب، في وقت تؤكد كل المعطيات ان الاميركي لن يسهل للبنان عملية التنقيب والاستخراج في «البلوك 9»، اذا لم يقبل لبنان بتقسيم البلوك المذكور منماصفة مع العدو الاسرائيلي، بينما هناك حاجة ملحة للطلب من الشركات الملتزمة الاسراع بالتنقيب، واقامة الابار بالتوازي مع تحرك مكثف باتجاه الامم المتحدة والدول التي تتشكل في المياه البحرية للمتوسط مع لبنان من تركيا الى اليونان وقبرص.