IMLebanon

لقاء “الأستيذ” و”البيك”… “يا فرحة ما تمّت”

 

لا جديد حتى الساعة فعلياً، حيث الانتظار سيّد الموقف، تملأ وقته الضائع، تسريبات وتغريدات علنية لكل الافرقاء و”ابواقهم”، تميل بجوّها العام إلى التشاؤم أكثر منه إلى التفاؤل، مع اعتماد صاحب المبادرة على “قضاء حوائجه بالكتمان”، ليبدو واضحاً أن لا سيناريو ثابتاً من شأنه تحديد اتجاه الرياح.

 

مقابل هذه النظرة، تتحدث أوساط سياسية، بثقة عالية وبكثير من الأمل، بتطبيل وتزمير إعلامي، عن سلوك معضلة انتخاب رئيس طريقاً إيجابياً، نتيجة المفاوضات التي يتولّاها استيذ عين التينة، تاركاً لبيك المختارة تدوير الزوايا ،علما ان الرياح سارت بعكس سفن الكثيرين ليتبيّن أن:

 

ـ التصعيد البرتقالي المدروس على لسان “صهر الرابية”، والذي كشفت ما خفي منه المصادر البرتقالية، من ان نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب يحمل معه جزءا كبيرا من كلمة السر الاميركية، التي نجح في تكوين صورة عنها نتيجة لقاءاته التي قادته الى مستشار الامن القومي الاميركي، مضيفة أن رئيس التيار أبدى كل التجاوب والمرونة لجهة عدم ممانعته بالالتزام بما يتناسب والورقة الرئاسية للتيار.

 

ـ تأكيد مصادر الحزب التقدمي الإشتراكي، أن الأمور لا تزال عالقة عند عدم جهوزية المعنيين للتسوية، وهو ما تقاطع مع اجواء عين التينة، التي هادنت حليفها اللدود مستمعة الى طرحه لقائد الجيش كمرشح جدي، فيما وجهة بوصلتها سليمان فرنجية الذي باتت قاب قوسين او ادنى من تأمين النصاب له، ما نسف الاجواء التي اوحى بها الجو “المدسوس” الذي عمم عقب لقاء عين التينة.

 

ـ إجماع المطّلعين على خفايا الاتصالات أن الأمور لا تزال في مربّع المراوحة، وكل طرف متمسك بطروحاته ويرفض التنازل، لا سيّما في نقطة سير الكثيرين بترشيح قائد الجيش، خلافا للمتداول، وكذلك فرنجية، لذلك “ما في شي ماشي”.

 

-لقاء القمة الروحي المسيحي في بكركي، الذي سبقه اجتماع المطارنة الموارنة، ومجموعة من عظات البطريرك الراعي، والذي فوض بكركي، اتخاذ اللازم مع السياسيين المسيحيين، ووضع تلك الاطراف امام مسؤولياتها، بعدما رمت الطوائف الاخرى مسؤولية الشغور على “ضهر” المسيحيين.

 

وسط هذا المشهد برزت الزيارة الاولى لوفد حزب الله، الى في “عيدية” متاخرة، وتركيبة ذكرت بتلك التي تزور الرئيس اميل لحود، بعيد زيارة السفيرة الاميركية للرئيس عون، والتي ناقشت معه ملفا على قدر كبير من الاهمية.

 

اللافت ان رئيس الوفد تقصد ان يتلو بيانا مكتوبا بعد الزيارة صيغ بطريقة دقيقة، علما ان الحاج محمد كان لفترة ست سنوات مسؤول ملف “التفاوض” مع قصر بعبدا، وفي هذا الاطار تشير المصادر العونية الى ان اللقاء تناول مواضيع الساعة وموقف “الجنرال” من الاستحقاقات، والذي ليس من الضرورة ان يكون موقف التيار الوطني، جازمة ان اللقاء لا ينفي الاختلاف بين الفريقين، وعتب العماد عون على اداء الحزب المستمر في ما خص الملفات الداخلية.

 

تفاؤل حذر أم تبادل أدوار؟ لماذا كلما شُبّه لنا أن الحلّ قد اقترب نعود إلى الصفر؟ أين وعند من تكمن العقد الحقيقية؟ وما الذي وصل الى مسامع الرابية والبياضة؟ واضح هذه المرة أن لا شيطان في التفاصيل ولا من يحزنون، فالقصة، كل القصة ان من طبخ طبخة السم أكلها. قد نكون أجبنا عن الاسئلة في انتظار ما ستكشفه الاسابيع القليلة المقبلة.

 

“يا خبر اليوم بمصاري، بكرا ببلاش”، فـ “على قدر أهل العزم تأتي العزائم وعلى قدر أهل الكرام تأتي المكارم”… ولأنها كذلك، قمح رح تاكلوا وبنزين رح تعبّوا … “عليك وعلى أعدائك يا لبناني”… فبين من أجلك وبين يجي أجلك… شو بعدك ناطر؟