IMLebanon

طبول الحرب

 

 

مع كلّ غارة جديدة يُنفّذها الطيران الإسرائيلي في محيط العاصمة السوريّة دمشق مستهدفاً الحرس الثوري الإيراني ومستودعات صواريخ حزب الله يعلو الحديث عن الحرب المقبلة وطبولها التي تقرع، في الأساس لا يحتاج الوضع في المنطقة إلى دراسات وتقارير تُحذّر من الحرب، في الأساس لبنان تلقّى من الرسائل الإسرائيليّة والتحذيرات الدوليّة ما فيه الكفاية بجدّية وخطورة وضعه في حال اندلاع أي حرب.

 

أمس الاثنين موقع معهد السلام الأميركي USAB تقريراً «حذّر فيه من أن إيران وإسرائيل تتجهان نحو مواجهة كبرى في سوريا»، كما لفت المعهد إلى «وجود احتمالات بأن تتحوّل حروب الظلّ في سوريا إلى حرب إقليمية مفتوحة»، ليس سرّاً أن الحرب ستكون على جبهتيْ الجولان ولبنان على ما يجري تداوله، والحروب قد يعرف الجميع كيف ومتى وأين ولماذا اندلعت، ولكن لا أحد يستطيع أن يعرف مسارها وخطورة تطوّرها، ولا وقت وشكل نهايتها!

 

اللافت في التقرير أنّ «إسرائيل تفضّل مواجهة «حزب الله» وإيران في سوريا وليس في لبنان وأنّ «الحرب الأهلية في سوريا فتحت المجال أمام الدولتين لخوض حرب وكالة ومواجهات غير مباشرة لامتلاك النفوذ في المنطقة»، قد يكون هذا الكلام من قبيل المبالغات إذ أنّ إسرائيل وحزب الله يبديان تمسّكاً بالقرار 1701، وكلاهما وإن كانا يطلقان التحذيرات والتهديدات إلا أنّهما في كلّ مرّة تهتزّ فيها الحدود بين الطرفيْن يؤكّدان رغبتهما في استمرار الهدوء على الحدود اللبنانيّة.

 

قد تكون استعادة المعلومات هنا مفيدة ومجدية، التهديد بطبول الحرب والمواجهة الكبرى ليس بجديد، في آب العام 2012 ارتفع صوت التهديدات موقع «تيك ديبكا» المقرب من الاستخبارات الاسرائيلية «تقف قوات اميركية خاصة مرابطة في قواعد عسكرية في اسرائيل والأردن على أهبة الاستعداد للتدخل الفوري في عمق الاراضي السورية بهدف السيطرة على مواقع تخزين الأسلحة الكيماوية والبيولوجية، وقتال الوحدات العسكرية السورية التي تحاول أو ستحاول السيطرة على هذه الاسلحة»، وفي قتها كان الحديث يدور عن «المناورة الأضخم» لحزب الله وأنّها تتعلق بإمكان «احتلال الحزب لمناطق الجليل الأعلى داخل إسرائيل»، ومنذ أعلنت إسرائيل اكتشافها عدة أنفاق حفرها حزب الله توصل إلى الجليل الأعلى، وحزب الله لم يصدر عنه حرف واحد حتى اليوم!

 

الشهر الماضي أثار إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن سحب قوّاته من الشمال السوري مخاوف حقيقيّة لدى الكثيرين، خصوصاً في لبنان فقد جرّ الخروج الأميركي مع القوات المتعددة الجنسيات التي جاءت إلى لبنان بعد الاجتياح الإسرائيلي ليتسبّب بوضع كارثي إذ اندلعت حرب الجبل في أيلول العام 1983 ووقعت مذابح كثيرة ودمّر الجبل عن بكرة أبيه ووقع انقلاب 6 شباط العام 1984 ودخل لبنان في دوّامة الدّمار الشامل حتى عاد الاحتلال السوري إلى قلب بيروت، ثمّة من يطرح السؤال اليوم لأيّ حرب تخرج أميركا من سوريا؟ مع ملاحظة أن لا أحد يملك إجابة عن هذا السؤال!

 

في العام 2012 نشر تقرير لـ»فورين بوليسي» كشف فيه أنّ البنتاغون يعمل على «بناء محطة رادار للدرع الصاروخية في موقع سري في قطر وهو المعروف بـ»أكس باند رادار»، ويكمّل رادارياً محطتين مماثلتين موجودتين في صحراء النقب ووسط تركيا»، ليس سرّاً أنّ الحرب قد تندلع لإخراج إيران وحزب الله من سوريا، وربّما من لبنان أيضاً، من يدري؟!