IMLebanon

حرب يعيش هاجس الالغاء

زيارة العمل لوزير الاشغال يوسف فنيانوس لمنزل الوزير بطرس حرب كانت كافية لترسم المعالم الجديدة للمعركة الانتخابية في الدائرة التي ستشهد اعنف المعارك لما فيها من تقرير المصير لمعظم القوى التي ستخوضها. ففي هذه الدائرة حرب حقيقية تقول مصادر متابعة فمهما كان شكل القانون ومهما طالت فترة التمديد التقنية فان التحالفات ارتسمت بشكلها الواقعي وهي ستتميز حكما بتحالف الخصوم في جبهتين متقابلتين. فالخصومة التاريخية بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر تحولت إلى تفاهم انتخابي لا فكاك منه في هذه الدائرة. وفي المقابل فان الخيارات الاستراتيجية لبنشعي رغم ابتعادها عن خيارات الشيخ بطرس حرب لكنها لن تشكل عائقا امام التحالف بينهما خصوصا ان عدوهما واحد بعدما «تمادى» رئيس التيار الوطني الحر في قتالهما. لذا فهما ينتظرانه على كوع البترون مع المتضرر الثالث حزب الكتائب الذي يتكىء حاليا على المجتمع المدني بديلا عن «جميلة» تيار المستقبل الذي يتنقل من خندق الى خندق وكأنه ضرب على رأسه. لا يلوى ولا يستطيع تحديد تحالفاته سلفا.

في البترون تكرم الاحلاف أو تهان تضيف المصادر. فلا مزاح في ادارة المعركة الإنتخابية لان الخاسر في هذه الدائرة سوف يخسر باشكال مختلفة على الصعيد الوطني. فالمردة التي كادت ان تصل الى قصر بعبدا لولا «المونة» الكبرى من حلفاء الخط لن ترضى الا باثبات الوجود في الدائرة الواسعة شماليا وفيها الأغلبية المسيحية في اقضيتها الاربعة : البترون الكورة زغرتا وبشري. والبعض يؤكد انها الدائرة الأكبر مسيحيا لان نسبة المقترعين فيها تفوق سائر الدوائر. كذلك فأن الثنائي المسيحي، القوات والتيار،سوف يسعى كل من جهته للفوز مهما بلغت التضحيات.فالقوات لن ترضى بالهزيمة داخل عرينها بشري لانه مهما ربحت في الامكنة الاخرى فلا يعوضها اية هزيمة في مسقط رأس الحكيم. وهي تسعى الى اظهار «الكرم» لحليفها جبران باسيل في الدائرة التي كانت عصية لدورتين متتاليتين.وهكذا تثبت للتيار باننا جماعة نعطي ايضا بدل الهمس باننا نأخذ فقط. ومن ناحية باسيل لن تستطيع قيادة التيار الوطني الحر اذا لم تنتزع فوزا واضحا وصريحا في قضاء البترون. فاية كبوة اخرى سوف تطيح به والغطاء الذي يحميه سوف يسحب عنه خصوصا ان المترقبين به «شرا وحسدا» ينتظرونه بفارغ الصبر على كوع البترون.

حزب الكتائب بدوره يترقب بحذر شديد القانون الجديد للانتخابات كي يدرس الافخاخ المنصوبة لالغائه وهو مستعد للتحالف مع «الشيطان» اذا كان سيعينه لقضاء حاجته في الدفاع عن وجوده. فالكتائب تعيش مرحلة الغدر والطعن حسب ما تشيع اوساطها. لذا لن نقف مكتوفي الايدي بل سنذهب باحلافنا الى آخر المطاف. سندق ابواب بنشعي، تضيف اوساطها، وهي اصلا مفتوحة. كما ان المجتمع المدني بات على قاب قوسين من اتفاق انتخابي واضح وصريح.

وتؤكد الأوساط الكتائبية بان الوزير شربل نحاس ليس بعيدا عن الجلسات الصريحة التي تسبق الاتفاق. ويعتبر الكتائبيون أن الثنائي المسيحي ينام مطمئنا الى ان حصة الكتائب لن تتجاوز النجاح الصعب للشيخ سامي فقط. لكننا سنفاجئهم من الشرق في زحلة ومن الشمال في مسقط رأسهم. والرئيس سعد الحريري سيكون موضع اهتمامنا كي تكون خياراته في تأييدنا ردا للجميل عندما تخلى عن دعمه الرئاسي للوزير سليمان فرنجية. اما خلافنا الاستراتيجي مع القوميين في الكورة سيكون بين يدي حليفنا الوزير فرنجية والعلاقة مع القوميين لن تكون اصعب من علاقة القوات اللبنانية مع حزب الله».

الوزير بطرس حرب يعيش هو الآخر هاجس الإلغاء من حليفه في ثورة الارز. فمنذ المعركة الحاسمة في بلدته تنورين والحروب تشن مباشرة او بالواسطة ضده. كما انه شعر بالايدي الخفية تتحرك ضده اثناء توليه حقيبة الاتصالات وهو لا يبرىء القوات اللبنانية من تحريك احدى وسائل الاعلام المرئية ضده .حاول ان يعرف الاسباب الحقيقية لكنه لم يكتشف سوى بعض النصائح بضرورة زيارة معراب وتقديم الولاء. وما زاد في ظنونه هو طريقة الهجوم اللاذع مما اضطره الى اللجوء لقاضي الامور المستعجلة وكف الأذى عنه. والقوات حاولت الدخول الى بيته الداخلي عبر دغدغة البعض من ال حرب واغرائهم بالترشيح  بأنهم وقودا في حرب غير عادلة وغير منصفة فانكفأوا. وهنا يؤكد المقربون بان معاناة الزميل انطوان زهرا هي خير دليل على النوايا المبيتة وبان العلاقات تلزمها الشفافية كي تستقيم. ويضيف المقربون بان العونيين هم ايضا حاولوا اختراق تنورين في الانتخابات البلدية. لكن احلامهم بقيت حصرما كما كانت خلال دورتين متتاليتين في الإنتخابات النيابية. ورجلهم الذي استولى وورث كل شيء لم يستطع دخول الندوة البرلمانية سوى وزيرا مفروضا على مقاعد الحكومة تحت رحمة السلطة التشريعية.