IMLebanon

حرب الجبل مضت ولا نسخة ثانية!

 

التطورات المرفوضة  التي شهدتها منطقة الجبل (الشوف – عاليه)  تدعو الى القلق  وإنْ كانت مكشوفة الأبعاد والأهداف والدوافع، وحدّ علمنا أن هناك  مصالحة عقدت وأن أطرافها يزعمون أنهم ملتزمون بها! فلماذا هذه الأحداث المؤسفة التي شهدتها الساحة الجبلية أمس؟!

 

استمعنا ونستمع اليوم، وفي الأيام الآتية الى كثير من «الحكي» تبريراً أو  نفضَ يدٍ مما جرى، ولكن الساذج وحده يصدّق هذه الادعاءات السخيفة.

 

فماذا يريد المحرضون!

 

هل يريدون نسخة جديدة من حادثة المرحوم نعيم مغبغب الذي قضى «في حمى الأمير»؟ (رحم الله ميشال أبو جودة). أو يريدون نسخة جديدة ومنقحة من ذلك الصدام المروّع الذي أسقط لبنان طوال سنوات، وحوّل الجبل الى «غيتو».

 

فإذا كانت هذه هي الغاية فليعرف الجميع أن حرب الجبل لن تعود. وأنّ عناصرها الفاعلة ليست متوافرة في هذه المرحلة فلا الجيش السوري موجود، ولا الإسرائيلي قادر على تزكية النيران والأحقاد كما فعل في الماضي، ولا الاتحاد السوفياتي الذي طالما وجهوا إليه الشكر على دوره  في حرب الجبل لا يزال موجوداً.

 

إنّ الأحداث الخطرة جداً التي عايشناها أمس لن تعيد الساعة الى الوراء، هذه حقيقة يعرفها المحرضون والمنفذون كائناً من يكونون، مهما كان الافتئات كبيراً والتحريض خطيراً، ودموع التماسيح تملأ البحيرة الآسنة، ونحن نضم صوتنا الى المطالبين بأن يأخذ القضاء مداه في تحديد المسؤولية.

 

ولكن هذه المرّة لن يكون مسموحاً لطرف أو جهة إشعال نيران حرب في الجبل. فاللبنانيون معنيون بالجبل وبكل مدينة وقرية فيه. اللبنانيون جميعهم معنيون. ومن يظن أنه يستطيع أن يقطف ثمار الفوضى مخطئ.  و»بتاتر» وسواها من قرى الجبل هي قرية  لبنانية قبل أن تكون جبلية وذات أكثرية ديموغرافية معروفة مثل القرى اللبنانية الأخرى، والدستور واضح في هذا المجال.

 

 

أمّا من يعتقد أنه بقطع الطريق على هذا أو ذاك، هنا أو هناك فإنما يسيء الى هذا الوزير أو ذلك القيادي فإنه يخطئ الحساب كثيراً.

 

إنّ الحدث أمس يجب أن ترافقه فوراً سلسلة تدابير نذكر منها على سبيل المثال:

 

أولاً- أن تتحمل الدولة مسؤوليتها إزاء الحدث الجبلي، وأن تفرض الأمن. أجل تفرض الأمن وليس بالتراضي. وأن تؤكد على أن الطرقات كلها، في المناطق كلها، وداخل المدن والبلدات والقرى كلها ليست محظورة على أي كان.

 

ثانياً – أن يُجلب الى القضاء جميع المعنيين بقطع الطريق وبإطلاق النار على موكب الوزير غريب وأشرطة «الڤيديو» تكشفهم وتدل إليهم بوضوح، كما جلب من أطلق النار من الطرف الآخر.

 

ثالثاً – أن يدرك مفتعلو الأحداث أنهم لن يكونوا في منجاة من تداعيات أي اهتزاز في الجبل.

 

رابعاً – أن يسعى «العقّال» الى رأب الصدع خصوصاً لدى الطائفة الدرزية الكريمة، وهي ذات تقاليد أصيلة في هذا المجال.