IMLebanon

حرب، أم لا حرب؟

 

بشكل عام الاميركيون كذابون، في حياتهم لم يصدقوا في شيء، والدليل على ذلك في الأمس القريب بقي باراك أوباما يردد طوال أشهر بوجوب مغادرة بشار السلطة، وعند استعمال النظام السوري الكيميائي حرّك أوباما الاساطيل الى المنطقة فاضطر بشار لأن يرسل عائلته الى دبي وحوّل أمواله باليورو الى موسكو.

 

فجأة، ومن دون أي مبرّر، كلف أوباما نظيره الروسي الرئيس بوتين بأن يتولى ترحيل الاسلحة الكيميائية الى خارج سوريا من دون تحديد المكان، ولغاية اليوم لا يزال هذا المكان مجهولاً…

 

اليوم يقول ترامب إنه لا يريد الحرب وأنه أودع الرئيس السويسري رقم هاتفه الخاص ليسلمه الى خامنئي تاركاً له حرية الاتصال به ساعة يشاء.

 

في المقابل، صرّح خامنئي انه لا يثق بالاميركي، وأعطى مثالاً مصير الاتفاق النووي، وأضاف للوسطاء: اما إذا كنتم أنتم تصدّقون ترامب فهذا شأنكم.

 

ونتذكر هنا قول الخميني يوم توقيع اتفاق الهدنة مع العراق: إنني أتجرّع كأس السُم!

 

إيران ردّت على العقوبات الاميركية المفروضة عليها برسالتين دمويتين، الأولى استهداف أربع ناقلات نفط في البحر قبالة شاطئ الامارات (شاطئ الفجيرة تحديداً)… والرسالة الثانية عندما وجهت أربع طائرات من دون طيار واستهدفت (لأوّل مرة) «أرامكو»… الشركة العريقة التي تأسست سنة 1935.

 

طبعاً هذه رسائل غير مباشرة الى أميركا كونها رداً على العقوبات… وهذا كله وكلام ترامب حول انه لا يريد الحرب مع إيران يدعو الى الاستغراب كونه أرسل الى المنطقة حاملات طائرات أبرزها العملاقة لينكولن، والقاذفات الضخمة وأبرزها «بي-52» إضافة الى أسراب من الطائرات المقاتلة وأساطيل البوارج.

 

ومعروف أنّ مجرّد تحريك هذه الاساطيل البحرية والجوية يكلف المليارات من الدولارات.

 

والسؤال: إذا كان لا يريد حرباً فلماذا أرسل هذه الجحافل والآليات؟

 

يقول مراقبون إنّ المخابرات الاسرائيلية أبلغت الى المخابرات الاميركية ان هناك استعداداً لعمليات تقوم بها إيران وتستهدف مصالح ومنشآت أميركية وأيضاً 6000 جندي أميركي في العراق قد يقعون أسرى «الحشد الشعبي»، وكأنّ هؤلاء الجنود يقيمون في صحراء… فهل من الضروري التذكير بالقاعدة الاميركية العسكرية الكبرى في قطر (قاعدة العيديد) والقاعدة البحرية الكبرى في البحرين المقر الأهم للأسطول الاميركي الخامس؟!.

 

ولا بد من الاشارة الى أنّ ترامب هدد كذلك إيران إذا انسحبت من الاتفاق النووي الذي انسحب منه هو، وإذا عادت الى تخصيب اليورانيوم الخ… علماً أنّ إيران قالت إنها ستخصّب!

 

إلى ذلك، أعلن ترامب انه يحاول أن يحمي دول الخليج والنفط في الخليج.

 

ونحن نقول له إنّ النظام الايراني القائم هو صناعة أميركية… ولو شاءت أميركا أن تنتهي منه لأنهته خلال عشرة أيام قصفاً… فيسقط هذا النظام بالكامل، وهنا لنتذكر صدّام حسين كيف أسقطوه، وإيران اليوم ليست أقوى أو أهم من عراق صدّام حسين، وإيران أنفقت أموال نفطها على مشروع ولاية الفقيه وتصدير الثورة وهي تريد أن «تشيّع» العالم الاسلامي.

 

وفي عودة الى صدّام وعنترياته وتهديداته أميركا وصور الصواريخ التي يزعم نشرها… ومع ذلك ما إن بدأ القصف بالطيران الاميركي حتى سقط صدّام وسقط العراق… وهذه المشاهد لا تزال ماثلة في الذاكرة، وما رافقها من غزو أميركي اتخذ قراراً أوّل بحل الجيش العراقي.

 

والسؤال الآخر: ماذا تريد أميركا أن تفعل؟