IMLebanon

واشنطن تريد الجيش اللبناني حاضراً ومتأهبا لمهمتين؟!  

 

منذ إعلان نتائج الإنتخابات النيابية والسؤال المطروح في بيروت: هل أن الأميركي راض، أو انه منزعج؟ وكيف سيتصرف؟ بداية يفترض من حيث المبدأ ألاّ يتوقف أحد عند الإنطباع الذي يكونه أي بلد من بلدان الخارج على أي تطور في الداخل… كائناً ما يكون هذا التطور، وكائناً من يكون المسؤولون على البلد الخارجي. إلا أن الأماني شيء والواقع شيء آخر. فالولايات المتحدة الأميركية مدمنة التدخل في شؤون الدول الأخرى. أضف أنها حريصة على أن يكون لتدخلها هدف واضح معلن (سيّان أكان صحيحاً، أو مبالغاً في صحته، أو كاذباً في المطلق). والتدخل الأميركي في الشؤون العربية والإقليمية ينطلق من مصلحة الولايات المتحدة الأميركية المتقاطعة بالضرورة مع مصلحة إسرائيل. وأحياناً كثيرة تتقدم مصلحة إسرائيل، لدى واشنطن، على المصالح الأميركية ذاتها.

 

أوساط ديبلوماسية بارزة ترى أنّ الولايات المتحدة لن تترك لانطباعها عن الإنتخابات النيابية اللبنانية ونتائجها أن يطغى على موقفها المبدئي الداعم لبنان والجيش فيه. وهذا أمر واضح وجليّ جداً، بدليل الزيارات المتبادلة بين أعضاء بارزين في الإدارة الأميركية وقائد الجيش العماد جوزف عون، الى وفود مختلفة من أميركا دأبت على زيارة لبنان مراراً وتكراراً. وها هو قائد الجيش العماد جوزف عون، يستعد للتوجه الى واشنطن خلال الأيام القليلة المقبلة… وتأتي هذه الزيارة في إطار الدعم المعلن الذي تقدمه واشنطن الى الجيش. والواقع أن هذا الدعم الأميركي هو الأول والأكثر والأكبر الذي يتلقاه جيشنا من واشنطن والذي يعتبر أكبر دعم يتلقاه الجيش اللبناني من أي جهة خارجية. بمعنى أن واشنطن تقصد من هذا الدعم (الذي يفوق ما تقدمه دول عربية وأوروبية) أن تقول للعالم كله (في الداخل اللبناني وخارجه) إنّ الجيش اللبناني هو خط أحمر، أو هكذا يجب أن يكون ويستمر، وإنه موضع رهان أميركي كبير. وفي هذه النقطة يذهب ديبلوماسيون الى القول إن واشنطن لن تقف عند حد، في دعم الجيش اللبناني، إلاّ الحدّ الإسرائيلي! وهذه حقيقة معروفة ومسلّم بها، وليست في حاجة الى برهان، إن برهانها منها وفيها.

ويذهب «الخيال» بعيداً في البعض فيدعي أنه «يعرف» أن واشنطن يهمها في المستقبل اللبناني أن يكون الجيش جاهزاً لمهمتين: المهمة الأولى أن يكون الجيش جاهزاً لأخذ «موقعه الطبيعي» (الوحيد الذي يحمل السلاح) في حال استدعت الظروف  والتطورات إنسحاباً لحزب اللّه من الأراضي السورية.

والثانية أن يكون الجيش «جاهزاً جداً» لمواجهة أي مستجد ولو اقتضى الأمر فرض هذا الجيش وجوده «بالقوة» كما يقول حاملو الأختام الأميركية والذين يدّعون النطق بإسم الأميركي؟!

وفي هذا السياق، يمكن ختاماً، ترقب ليس فقط نتائج زيارة العماد جوزف عون الى واشنطن التي تبدأ في نهاية الأسبوع الجاري وحسب، بل أيضاً زيارة المساعد الجديد لوزير الخارجية الأميركي لشؤون منطقة الشرق الأوسط دايڤيد شنكر الى بيروت في القريب. كون الزيارتين من بيروت الى واشنطن ومنها الى بيروت متلازمتين.