IMLebanon

زعماء النفايات …ومخطط إنهاء بيروت

الصيف يقترب وحلول أزمة النفايات لا تبدو قريبة! بعض المناطق والبلديات واتحادات البلديات لديها حلول بديلة، لكن الحكومة لم تكترث لأنها تعلم أن الحل سياسي وليس إدارياً أو علمياً!

لكن السؤال هو الى متى؟ بالأمس كان الخوف من الشتاء، واليوم يقترب الصيف، والخوف أكبر من الحر!

ربما اعتدنا ولم نعد نلاحظ اننا نتنشق روائح نفايات! في الشتاء كنّا نغلق النوافذ كي لا نشم روائح كريهة تضر بالصحة وكي لا نتنشق روائح فسادهم وصفقاتهم الكريهة! المطلوب اليوم من الشعب أن يرفض ما يحصل، وأن يرفض العيش أكثر بين النفايات بطريقة مصوبة ومخططة ومنظمة تضر بمصالحهم لا بمصالح الناس، لان الأكيد أن ما حصل في وسط بيروت لم يضر زعماء النفايات ولم يحرك مشاعرهم ولم يؤدّ إلا الى إغلاق كل شارع الاوروغواي وإقفال اكثر من ٣٠ مطعماً وخسارة أكثر من ٣٠٠ شخص عملهم. واليوم مكتبة البرج في بناية “النهار” في وسط بيروت ستقفل أبوابها لأن الثقافة تراجعت في وطن ثقافته ثقافة الاخبار السريعة والعاجلة. لكن المؤتمنين عليها أيضاً لا ينكرون ان قتل وسط بيروت وخنقه اقتصادياً لم يساعد وان المشاكل الاخيرة ساهمت في الضربة القاضية!

طبعا كل لبنان يعاني، والاقتصاد يمر بالفترة الأشد دقة وخطورة، وليس خافياً على أحد أن كل القطاعات جامدة، وعندما تمشي من ساحة الشهداء الى مبنى “النهار” وتتجول في الشوارع المجاورة ينتابك خوف لأنك تتمشى في مدينة أشباح، وكل المحال التجارية والمطاعم تغلق أبوابها الواحد تلو الآخر، وكأن المقصود خنق العاصمة والبلد والمواطن على كل الصعد، وأكثر فأكثر يوماً بعد يوم! وكأن هناك أعداء للبنان من أبنائه أشد عداء له من أعدائه الخارجيين، سواء كان ما يفعلونه عن جهل أو عن تواطؤ.

المطلوب اليوم خطة لرجال ونساء يملكون رؤية وحكمة لمواجهة زعماء النفايات، وليقع الضرر عليهم ولا نضر بمصالح الناس! لان الأكيد أن من رسم خطة النفايات للبنان والتعطيل رسم ايضاً بخطته قتل العاصمة والوسط التجاري ونجح !

حان الوقت لنا نحن اللبنانيين ان نستفيق ونتكلم وننتفض ونرفع الصوت كما قال يوماً جبران تويني في أول عدد من “نهار الشباب” ! واليوم نحتاج الى استفاقة اكبر لان ما نعيشه أخطر من احتلال بلد مجاور للبنان. ما نعيشه هو احتلال لحقوقنا وحياتنا السياسية على أيدي زعماء الطوائف ! لأنهم، مرة أخرى، قرروا ان يسيطروا علينا وأن يتحكّموا فينا وفي مصيرنا للعب أوراق دولية وخارجية لمصالح خاصة وخارجية !

ونحن ماذا ننتظر ؟!

حان الوقت، والوقت حان قبل أن يكون قد فاتنا القطار.