IMLebanon

“رضينا بالهم والهم ما رضي فينا”

 

لا نكاد ننتهي من ملف حتى يفتح ملف جديد، والمصيبة أنّ فتح الملفات أصبح سياسة يتبعها «التيار الوطني الحر» وتحديداً عبقري زمانه معالي وزير الخارجية اللبنانية المهندس جبران باسيل.

 

اليوم هناك ملف يُفتح وهو قديم جديد يمكن استعماله كل لحظة، ألا وهو ملف النازحين السوريين الى لبنان.

 

ويبدو أن علينا التوقف عند الأمور الآتية:

 

أولاً- هذا الملف مربح مسيحياً لأنّ المسيحيين عندهم حساسية من السوريين خصوصاً أنه خلال الوجود السوري العسكري لمدة 30 سنة (منذ عام 1975 وحتى بعد اغتيال شهيد لبنان الكبير الرئيس رفيق الحريري عام 2005) قد عانوا نفي وسجن قياداتهم…

 

ثانياً- هذا الملف يعطي شعبية مسيحية للذي يتبناه.

 

ثالثاً- يبدو أنّ الوزير جبران باسيل وبالرغم من الملاحظات القاسية التي وجهها إليه السيّد حسن نصرالله أصبح أكثر مزايدة على «حزب الله» وعلى الجميع ولمصلحة 8 آذار كلياً.

 

رابعاً- جبران يخطط للمستقبل ويعتبر أنّ الطريق الذي سار عليه عمّه للوصول الى الرئاسة هو الطريق الصحيح والوحيد بالنسبة له حتى اشعار آخر خصوصاً أنه معروف جيداً أنّ قدرة رئيس «تيار الاصلاح والتغيير» غريبة عجيبة في تغيير مواقفه، إذ المبدأ عنده هو المصلحة ولا شيء غير مصلحته الخاصة.

 

نعود الى ملف النازحين السوريين لكي نلقي نظرة على مواقف الأفرقاء:

 

فريق 8 آذار يريد أن يعتذر الرئيس الحريري من الرئيس السوري بشار الاسد لأنّه قتل والده رفيق الحريري!

 

هذا أولاً.

 

ثانياً- يجب أن يقوم الرؤساء الثلاثة بالذهاب الى سوريا للإعتذار من الرئيس السوري لأننا استقبلنا مواطنين سوريين هربوا من بطش وقتل النظام لهم وساعدناهم بتقديم الحليب للأطفال، والخيَم لكي يحموا أنفسهم من البرد والثلج وحرارة الصيف الى ما هنالك من تقديمات من وسائل مقوّمات العيش كبعض المساعدات الغذائية إضافة الى التعليم…

 

ثالثاً- يجب الإعتذار أيضاً لأننا لم نرسل الجيش اللبناني ليساعد جماعة النظام في قتل الشعب السوري.

 

أمّا بالنسبة لجماعة 14 آذار فإنّ الموضوع يختلف وهم يعتبرون أنّ سياسة النأي بالنفس هي السياسة الوحيدة التي تحافظ على الوحدة اللبنانية والاستقرار هذا أولاً.

 

ثانياً- المساعدات الانسانية التي يقدمها لبنان هي مساعدات إنسانية ليس لها علاقة بالسياسة فمثلاً مساعدة مريض ليس مهماً من هو، ومساعدة طفل عمره سنة وتقديم الحليب له وبعض الضرورات ليس له علاقة بالسياسة.

 

ثالثاً- بالرغم من القرار الذي اتخذ وورد في البيان الوزاري للحكومات المتعاقبة منذ حكومة الرئيس تمام سلام حول سياسة النأي بالنفس فإنّ «حزب الله»، وعلى لسان رئيسه السيّد حسن نصرالله قال إنّه سيرسل آلاف المقاتلين الى سوريا وإذا لزم الأمر فسيذهب هو شخصياً وعائلته للدفاع عن الرئيس السوري بشار الأسد لأنهم يدافعون عن مشروع ولاية الفقيه.

 

وبالرغم من هذا كله شكلت حكومة ثانية، هي الأولى برئاسة الرئيس سعد الحريري وفي البيانين الوزاريين ذكر أنّ لبنان يجب أن ينأى بنفسه عن التورّط في سوريا وسنبقى على الحياد و»حزب الله» لا يأبه لأي قرار أو بيان حكومي بالرغم من مشاركته في الحكومة بوزيرين واليوم زاد عليهم أنه طالب بوزارة الصحة وحصل عليها لأنّ هذه الوزارة تقدّم خدمات طبية كبيرة وتقدّم أدوية بأسعار باهظة، خصوصاً أدوية الأمراض المستصعية والتي تبلغ أسعارها آلاف الدولارات.

 

رابعاً- ملف النازحين منذ اليوم الأول هو بعهدة اللواء عباس إبراهيم الذي هو موثوق من الجميع لبنانياً وسورياً واستطاع خلال الفترة الأخيرة إرجاع 170 ألف سوري بالاتفاق مع الحكومة السورية وهو لا يزال يعمل على هذا الملف بهدوء وبنتائج إيجابية جداً.

 

خامساً- أما قول الوزير باسيل إنّه يضحي بقبول الوزارة من أجل «التيار» والرئيس ولبنان، فنقول له: لقد رسبت في الانتخابات النيابية مرتين وعملت وزيراً، ثم قلت بفصل الوزارة عن النيابة، واليوم أنت وزير ونائب وتقول إنّك تضحي، فعلاً إنك صادق ولا علاقة لك بالكذب لا من قريب ولا من بعيد؟!.