IMLebanon

الحلقة الأضعف

 

يُفترض أن تنتهي اليوم، مسيرة أشواك درب الموازنة لتبدأ مسيرة أخرى في مجلس النواب لن تستغرق طويلاً في مراحلها كافة: مرحلة لجنة المال والموازنة ومرحلة اللجان المشتركة فمرحلة الهيئة العامة في آخر المطاف.

 

أمّا لماذا لن يكون إقرار قانون الموازنة صعباً في المجلس النيابي فالجواب بسيط جداً: كون مجلس الوزراء مجلساً نيابياً مصغراً. فالكتل النيابية التي سيتناقش أعضاؤها مشروع الموازنة ممثلة عموماً، في الحكومة وبالتالي فقد عمل ممثلوها الوزراء بتعليماتها، ولا يبقى سوى البصم مع بعض المزايدات التي لا بد منها… وهو ما اعتاد عليه اللبنانيون خصوصاً منذ بدأ الأخذ بنظام نقل المناقشات مباشرة على الهواء.

 

وسيترافق ذلك مع احتقان في الشارع جراء ما سُمي بإصلاحات وهي في الحقيقة عملية سلبطة على «صغار» القوم من موظفين ومتعاقدين ومتقاعدين… وهؤلاء هم الحلقة الأضعف التي في مقدور السلطة أن «تقدّ المراجل» عليها  بأقلّ كلفة. فيكفي أن يتفق الجماعة في مجلس الوزراء حتى يتم ما قيل في كتب الأنظمة العاجزة عن مواجهة أركانها وأتباعها وسائر المنتسبين إليها في الوطن والمهجر…

 

يحدث هذا كله تحت شعار «الموازنة الإصلاحية» إكراماً لعيون مؤتمر سيدر والصندوق الدولي والبنك الدولي، وسائر أصحاب النظريات المشبوهة والنصائح الملغومة التي خبرها غيرنا في بلدان عدة من هذا العالم الثالث ليكتشفوا أنها لم تنتج سوى الخيبة ومضاعفة الفقر وارتفاع أرقام البطالة… والأمثلة معروفة.

 

منذ سنة على الأقل وكلمة «فساد» تتردد على كل شفة ولسان…. ولم نسمع أن تدبيراً واحداً اتخذ بحق فاسد واحد، بل لم نعرف فاسداً واحداً أشار إليه الحاملون على الفساد.

 

وفي النتيجة تبين أن الفاسدين هم الناس «الغلابى» على حدّ قول الأخوة المصريين!

 

1 Banner El Shark 728×90

 

كيف؟ لأنهم وعدونا بأنهم سيقتصون من «الفاسدين» وبأنهم سيسترجعون منهم الأموال التي حصلوا عليها بفسادهم… وإذا بالموازنة تبحث عنهم لتجدهم في الناس العاديين من موظفين  ومتقاعدين!

 

أوليس  هذا ما توصلوا إليه؟

 

ثم أوليس هذا ما يمكن استخلاصه من مشروع الموازنة؟

 

ومن ثم أليس هذا ما سيثير الناس ويدفع بهم الى السلبية؟

 

نحن لسنا مع السلبية، في المبدأ والمطلق. ولكننا نتفهم الذين يرون الى الثروات الهائلة التي تضيق بها الصناديق والخزنات والتي كان أصحابها، قبل أن يدخلوا جنة السلطة، ليس على خميرهم طحين، فمنذ عقود والقضية  مطروحة على هذا المستوى. الى أن قيل لنا إن الموازنة  الحالية ستضع النقط على الحروف…

 

ولكن، يبدو أنهم استبدلوا النقط بزّنار مؤلم شدّوا به خصور الناس