IMLebanon

عشرة معليش…

 

 

 

بكثير من الشغف والحماس، تابعت منذ صباح أمس، جلسة مجلس النواب التي خُصّصت لمساءلة الحكومة، لكنّني لم أعرف ما كان المقصود بمصطلح “مساءلة”. هل كانت مساءلة من “سؤال”، أم مساءلة من “سئيل” أي “تزنيخ” و “ثقل الدم”؟

 

انتهت الجلسة النيابية بشقيها الـ Matinee والـ Soiree مع استراحة الغداء، بلا أيّ إجابة…

 

 

لم نعرف ما هو موقف الحكومة من كلّ المواضيع التي طُرحت خلال تداولات النواب، حيث بقي وزراؤها “مطبشين” و “صامتين” يستمعون لعراضات النواب وشعبوياتهم المقيتة بلا أي هدف أو محجّة.

 

 

 

تهافت إلى الكلام و “اللعبجة”، والكلام المضاد لمجرّد إظهار بعضهم قدراته البلاغية، وحِرفة صفّ الحكي.

 

 

 

لمدة عشر دقائق فقط، وعلى طريقة برنامج “تلفزيون المستقبل” الكرتوني الفكاهي الذي كان يُعرض على هامش نشرات الأخبار: “عشرة معليش”، تناوب 54 نائبًا على التذمّر والشكوى، وكأنّهم غير مشاركين بالحكومة ولا تعنيهم. “كلمات ليست كالكلمات” تناوبت على “النقّ” على نقص الكهرباء وفائض السلاح وشحّ الودائع وتخمة اللاجئين والنازحين وعودة المحرومين ووفرة المكلومين… واللائحة تطول وتطول.

 

 

 

في مقابل هذا كلّه، لم نعرف ما هو موقف الحكومة التي تعرّضت لأبشع أشكال “المساءلة”. هل هي مع حصر السلاح بيدها بالفعل وستفرض ذلك بجلسة مجلس الوزراء يوم الخميس المقبل التي كُشف عنها؟ هل هي مع استعادة أموال المودعين؟ وكيف إن كانت تتأخر في البتّ بقانون الفجوة؟ وكيف وكيف…

 

 

 

أطرف الكلام جاء على لسان النائب المقاوم علي فياض، الذي أكّد أنّ الدولة “معلولة” (ليس منطقة معلولا في سوريا وإنّما عليلة) وعلّتها في عدم قدرتها على حماية شعبها (يا حياتي!).

 

 

 

في كلامه على تسليم السلاح (كشّ برا وبعيد) أكّد فياض واستفاض في التأكيد أنّ “حزب اللّه” التزم بتسليم السلاح جنوب نهر الليطاني… وكفى المؤمنين شرّ القتال. وكأنّ بقية المناطق شمال النهر وفي البقاع والضاحية هي حلال زلال على قلب “الحزب”، أو خارج الأراضي اللبنانية، يستطيع أن يسرح ويمرح فيها بلا أيّ رادع!

 

 

 

تزامنًا مع كلامه، كان العدوّ الغاشم يقتل عناصر من “الحزب” في البقاع. لكنّ فياض لم يهتم وأكّد على الدوام تمسّك “الحزب” بالوطن، وبالدفاع عنه في وجه أيّ معتدٍ… إن كان إسرائيليًّا أو غير إسرائيليّ، من دون أن يخبرنا من هو ذاك العدو غير الإسرائيليّ!

 

 

 

الإجابة عن هذا السؤال أتت من خارج المجلس وعلى بُعد عشرات الكيلومترات صوب الجاهلية، تحديدًا عبر منصة “إكس” ومن صفحة الوزير الصنديد الأشم وئام وهاب، الذي أعلن بعد التشاور مع الأهل والشباب عن إطلاق مقاومة جديدة مستقلة تحت مسمّى “جيش التوحيد” لمقاتلة العدو غير الإسرائيليّ في سوريا…

 

وهاب يعلن ولادة “جيش التوحيد” من رحم فوضى السلاح… فوحّدوه واستغفروه ويا فوز المستغفرين!