IMLebanon

ماذا قال مسؤول لبناني للوفد العسكري الاميركي؟

اثناء زيارة الوفد العسكري الاميركي الاخيرة الى بيروت، سأل جنرال اميركي مسؤولاً لبنانياًحسب ما تم تداوله في مجلس خاص، كيف يمكن حماية الاستقرار في لبنان طالما الازمة السورية طويلة؟ واضاف: «الاستقرار في لبنان مطلب اميركي اوروبي في ظل وجود مليون و500 الف لاجئ سوري في لبنان، واذا انفجر الوضع ستحصل كوارث بحق هؤلاء اللاجئين الذين سيحاولون الانتقال الى اوروبا او الولايات المتحدة الاميركية، وهذا سيمثل عبئاً اضافياً علينا، كما ان هؤلاء اللاجئين بينهم عدد لا بأس به من المسلحين سيزيدون الامور خراباً في الداخل»، وتابع الجنرال الاميركي دور لبنان حالياً ان يكون «ملجأ للاجئين» والاستقرار ضمانة لهذا الدور. اما عدم الاستقرار فسيخلق فوضى كبيرة، ولذلك يهمنا الاستقرار اللبناني، وكيف المدخل له وحمايته؟

وكان جواب المسؤول اللبناني واضحاً بان هز الاستقرار اللبناني مدخله 3 عوامل لا غير؟

1- سقوط حمص في يد المتطرفين الارهابيين، وهذا ما سيدفع بالاف المقاتلين الارهابيين الى الحدود مع الشمال اللبناني والدخول في مواجهات مع الجيش يمكن ان يؤدي الى انهيار الوضع الامني خصوصاً وان هناك خلايا ارهابية في الشمال، كما ان المقاتلين سيركزون على الشمال اللبناني للوصول الى البحر، كمنفذ لهم كما ان سقوط حمص سيؤدي الى خطر حقيقي على القرى المسيحية، وتابع المسؤول اللبناني «بعد سيطرة الجيش السوري على مناطق حمص ساد الهدوء في الجبهة اللبنانية الشمالية مع سوريا وارتاح الجيش اللبناني».

2- سقوط دمشق بيد الارهابيين وهذا ما سيؤدي الى انفجار الاوضاع على الحدود البقاعية بين لبنان وسوريا وسيشعل الوضع العسكري، وهذا ما سيشكل اكبر الاخطار على لبنان وربما سيأخذ الصراع ابعاداً مذهبية وطائفية.

3- سقوط مفاجئ للنظام السوري وهذا الامر سيطيح بالتركيبة اللبنانية كلها وليس بالاستقرار فقط وربما ادى الى تبدل في المواقف الداخلية ستؤدي الى حرب داخلية واسعة النطاق.

سجل المسؤول الاميركي ما قاله المسؤول اللبناني ولم يتم التطرق لا من قريب او بعيد الى ازمة رئاسة الجمهورية او الاوضاع الداخلية.

لكن ما كان لافتاً سؤال الجنرال الاميركي عن اوضاع السويداء، في سوريا والدروز، ودور وليد جنبلاط وهل يتحكم بالورقة الدرزية في سوريا وما مدى تأثيره على دروز سوريا؟ كان جواب المسؤول اللبناني «ان هجوم القوى الاصولية على السويداء سقط، وان وليد جنبلاط نفسه اعترف بانه لا يمون على دروز سوريا وان خيارات دروز لبنان غير خيارات دروز سوريا. وهذا هو كلام جنبلاط.

موقف المسؤول اللبناني حظي باهتمام بارز لدى الدوائر الاميركية والاوروبية والمتابعين للشأن السوري، وكان مفاجئاً كلام وزير الدفاع الفرنسي الاخير الذي تبنى كلام المسؤول اللبناني عندما قال: «سقوط محور حمص – دمشق سيترك تداعيات كبيرة على لبنان».

واللافت ان كلام المسؤول الاميركي عن الوضع الدرزي استتبع حسب المعلومات بنقاش مستفيض بين المسؤولين الاميركيين وتحديداً الجنرال ديميسي قائد القوات الاميركية في الشرق الاوسط ورئيس الوزراء الاسرائيلي، وكذلك رئيس الدولة الاسرائيلية، وتم النقاش في مذكرة تقدم بها بعض الفاعليات الدرزية في فلسطين المحتلة وسوريا ولبنان والاردن يطالبون فيها بحماية جوية للدروز من قوات التحالف واقامة جيب درزي محايد، يمتد من درعا الى القنيطرة، ويفصل بين دولة سوريا وفلسطين المحتلة.

واللافت ان هذا المشروع الدرزي يعمل عليه مركز عزمي بشارة في قطر مع لجنة قطرية تنشط بين دروز فلسطين المحتلة ولبنان وسوريا والاردن، وتضم نخباً عقدت اجتماعات متتالية في جامعة جورج تاون في نيويورك للتسويق لهذا المشروع، واللافت ان عزمي بشارة ونتيجة علاقاته بفاعليات درزية في فلسطين المحتلة سوّق لهذا المشروع مع اللجنة القطرية التي تعمل بشكل علني في القرى الدرزية في الجليل الاعلى.

وتشير المعلومات الى «ان هذا المشروع بدأ العمل على تنفيذه، واولى خطواته كان احتلال السويداء من قبل غرفة عمليات «موك» في الاردن، ووصل المسلحون الى مطار الثعلة العسكري المشرف على السويداء ولكن ماذا حدث خلال هذه الساعات؟

تؤكد المعلومات ان روسيا دخلت في تلك الاثناء على خط الاحداث بقوة، وابلغت مسؤولين اميركين ان سقوط السويداء خط احمر. وكذلك جنوب سوريا والخط الممتد من درعا حتى القنيطرة وصولا الى خط حمص – دمشق مهما كلف الامر، تشير المعومات وحسب ضباط كبار متقاعدين في الجيش السوري في جبل العرب ان الطيران الروسي تدخل مباشرة، في المعارك الحربية عبر طائرات سوخوي وقصف بشكل عنيف وعلى مدار ساعات مواقع المسلحين المتقدمة في مطار الثعلة، ومركز عمليات غرفة المسلحين في درعا، حيث دمر المركز عن بكرة ابيه، ووقف هجوم المسلحين بعد ان كانوا قد وصلوا الى مشارف السويداء. وتضيف المعلومات المؤكدة ان الرئيس الروسي ابلغ الملك الاردني عبد الله الثاني، بأن سقوط جنوب سوريا خط احمر ولن اوافق عليه. وهذا الامر مصلحة روسية في الدرجة الاولى. وتشير المعلومات ان الطيران الروسي تدخل في القصف ايضا منطلقا من قاعدة اللاذقية في سهل الغاب بعد ان حاول المسلحون بدعم تركي تخطي الخطوط الحمراء، والوصول الى اللاذقية، وبعدها تراجعت العمليات العسكرية في هذه المناطق.

وفي المعلومات ان التعزيزات العسكرية الروسية الايرانية ارتفعت الى دمشق بعد محاولة واشنطن وعبر تركيا والاردن تجاوز الخطوط الحمراء، وقلب الطاولة عبر تطويق دمشق، وقبل المفاوضات المقترحة في جنيف لكي يدخل النظام ضعيفا، وهذا ما عرقلته موسكو وطهران.

وتشير المعلومات، ان الادارة الاميركية ارسلت بعدها رسائل الى المسؤولين الروس وفيها تأكيد اميركي على احترام المصالح الروسية في سوريا. لان المسؤولين الروس كانوا حازمين في منع تبدل ميداني على الارضي.

وفي المعلومات ايضا، ان روسيا استقبلت وفدا عسكريا سوريا كبيرا برئاسة اللواء ذيب زينون وجرى بحث معمق مع الضباط الروس حول حاجات الجيش السوري العملانية، ولب الروس سريعا طلبات الوفد السوري كما عقدت اجتماعات لمسؤولين روس وايرانيين وصينيين وبحضور مسؤولين من فنزويلا لتحصين الوضع الاقتصادي وقررت فنزويلا زيادة دعمها لسوريا بالنفط فيما تعهدت ايران وروسيا والصين بحماية الليرة السورية والاقتصاد السوري وفي المعلومات ان الموقف الروسي الحازم جعل واشنطن تخفف من اندفاعاتها في سوريا عبر فتح حوار مع القيادة الروسية التي ابلغت، الجميع عن قرار روسي واضح بدعم سوريا وعدم حصول تبدلات في موازين القوى على الارض وبالتالي تحصين محور الزبداني وصولا الى اللاذقية وخط درعا السويداء القنيطرة وكذلك محور سهل الغاب لمنع الوصول الى اللاذقية، وهي خطوط حمراء ،ومن سيتجاوزها سيتجاوز المحظور، وباستطاعة روسيا وايران قلب الطاولة في هذا المحور وتحديدا على الجبهة السورية مع فلسطين المحتلة عبر جبهة تمتد من جنوب لبنان حتى القنيطرة.

الموقف الروسي الحاسم يلمسه كل من يزور موسكو هذه الايام ويكتشف خلال اللقاءات مع المسؤولين الروس المتابعين للملف السوري مدى صلابة الموقف الروسي حتى ان احد المسؤولين الروس لا يتوانى عن القول وبأن حماية موسكو تبدأ من حماية دمشق وهذه هي القناعة الروسية بعد المؤآمرة، الاميركية عليهم من الباب الاوكراني، الذي يشكل الهم الاساسي لروسيا، وهذه البوابة فتحها الاميركيون وسيرد عليها الروسي من سوريا عبر «كباش حاد» مع الاميركيين لجعلهم يتراجعون في اوكرانيا، علما ان البوابة السورية لروسيا توازي البوابة الاوكرانية ولذلك يردد الروس ما قاله احد قياصرة روسيا كاترين الثاني: «سوريا مفتاح بيتي» ومفتاح البيت يتم الاحتفاظ به في العب، وهذا دليل على مكانة موقع سوريا بالنسبة لروسيا كمدخل على المياه الدافئة.

هذا هو واقع الامور في سوريا بعد ان اصبحت اللعبة عالمية بامتياز واكبر من كل اللاعبين الداخليين وعنعناتهم وخلافاتهم.