IMLebanon

ماذا تريد ايران ومعها سوريا؟!

فيما اطلق وزير الخارجية الايرانية  محمد جواد ظريف سلسلة مواقف اكد فيه استعداد بلاده لدعم لبنان،  فضلا عن ان زيارته الى بيروت جاءت في سياق شرح وجهة نظر طهران لجهة التطورات في المنطقة، اضف الى ذلك ترحيب ايران بملء الفراغ الرئاسي، وقوله في المطار انه جاء الى لبنان لتقديم التهاني بانتخاب رئيس جديد للبنان  بما في ذلك اشادته بشعب لبنان الذي  مر بظروف صعبة من غير ان يفقد وحدته الوطنية، واستعداد الجميع للتحاور.

واستدرك الوزير ظريف بقوله انه جاء الى  لبنان برفقة وفد سياسي اقتصادي رفيع المستوى لتعزيز عوامل التلاقي في امور كثيرة لما فيه  مصلحة  ايران ولبنان في وقت واحد. كما اشار الى المحن والالام والعذابات التي حلت بالشعب اللبناني وبمختلف شعوب المنطقة جراء التيارات التكفيرية المكملة لما قامت وتقوم به اسرائيل التي تعيث فسادا  في فلسطين المحتلة وفي محيطها، اضافة الى التحديات المشتركة التي تواجه المنطقة العربية ككل، ما يتطلب تعاونا وثيقا وبناء (…)

وتجدر الاشارة في هذا المجال الى ان زيارة ظريف وقبله موفد الرئيس السوري بشار الاسد يعكسان وجهة نظر تؤكد حسن العلاقات المشتركة، كما تعني الزيارتان ان ثمة حاجة ملحة لتكذيب كل ما تردد عن ان العلاقة بين طهران وبيروت محصورة بوجهة نظر ايران ورأيها في كل ما حصل ويحصل على صعيد حروب المنطقة، والشيء بالشيء يذكر بالنسبة الى الزائر السوري الذي اراد رئيسه تأكيد حسن العلاقة من غير حاجة الى ان تكون هناك علاقة واضحة وشفافة بين البلدين، حيث لكل منهما وجهة نظر غير واضحة جراء حروب المنطقة التي يرفضها لبنان من غير حاجة الى ان يكون فيها حالا ايجابية؟!

هذه الامور من النوع الذي يعني ان طهران وسوريا غير بعيدتين عما هو حاصل في لبنان خصوصا وفي المنطقة عموما، لان ايران متورطة بالحرب في سوريا وفي اليمن وفي العراق والبحرين من غير حاجة للادعاء ان الايرانيين غير ضالعين بالحروب في الدول المشار اليها ومن غير حاجة الى الادعاء ان طهران تدافع عن مصالحها بعد طول ارتكابات في الحرب السورية تكاد تشبه ما حصل في الحربين العالميتين الاولى والثانية من مجازر مرشحة لان تصل بالحكومة الايرانية الى حد مقاضاتها امام المحاكم الجنائية الدولية، لولا الڤيتو الروسي الذي يقول بدوره حرب افتاء ضد شعب سوريا واليمن والعراق (…)

هذه الامور لا تقبل دحضا حيث ترتكب جحافل الجيشين الايراني والروسي ما لا طاقة لاحتماله، في طول سوريا وعرضها بزعم انهما يدافعان   عن النظام ضذ شعبه المشتت والمغيب عن اي بحث سياسي يفهم منه ما يقال عن ضرورة معالجة الحرب في سوريا وفي كل من العراق واليمن من خلال حلول سياسية غير معروفة مع من يمكن ان تبحث المعالجة السياسية حيث هناك تغييب فاضح للعرب، جميع العرب الذين لهم وجهة نظر مؤيدة للمعارضة السورية من غير ان تكون لاي فريق عربي القدرة على التطرف الروسي – الايراني (…)

وفي عودة الى زيارة وزير الخارجية الايرانية الى بيروت، فثمة ملاحظـة مكملة لكل ما تقدم بالنسبة الى ما تريده طهران لجهة مؤازرتها وجهة نظر حزب الله، حيث قيل في هذا الصدد انه لولا الحزب لما وصل العماد ميشال عون الى سدة الرئاسة. ومن هنا جاء عرض العضلات من جانب ايران بالتزامن مع ما هدف اليه الرئيس بشار الاسد للقول ان ثمة اهتماما بلبنان بوسع دمشق وطهران المساهمة فيه، من غير حاجة الى المزيد من البحث والتدقيق؟!

هذا الاجتماع من جانب ايران جاء منقحا لان الوزير ظريف جال على جميع المسؤولين وفهم منهم ما يريده لبنان في هذا الظرف الدقيق والحرج، فيما جاءت زيارة الوزير السوري ناقصة، حيث فهم منها انها لم تقصد جميع المسؤولين اللبنانيين، خصوصا لجهة تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة، ربما لان الرئيس الاسد مقتنع بانه يكفيه ان تكون العلاقة السورية – اللبنانية مرهونة بالعلاقة برئيس الجمهورية من غير حاجة الى تكبير ساحة التلاقي في المشهود لها بانها غير واضحة بقدر ما هي مزورة؟!