IMLebanon

ماذا تريد روسيا من سوريا؟!.  

سؤال يطرحه عدد كبير من السوريين ومن جميع المواطنين في العالم العربي وهو: لماذا تدخلت روسيا عسكرياً في سوريا، هذا أولاً؟

ثانياً، هل جاء تدخلها لدعم النظام المجرم أو لماذا؟!.

بكل بساطة انّ التدخل الروسي جاء للأسباب الآتية:

أولاً- خسارة روسيا سوق السلاح في مصر بعد اتفاقية «كامب دايڤيد».

ثانياً- الغزو الاميركي عام 2003 للعراق أفقد روسيا سوقاً مهمة جداً، وللمعلومات كان هناك اتفاق بـِـ10 مليارات دولار بين الرئيس صدّام حسين وبين الروس… طبعاً الغزو الاميركي قلب الأمور وخسرت السوق الثانية في العالم العربي.

ثالثاً- ليبيا ونظام المجرم معمّر القذافي الذي كان من أهم زبائن الروس لشراء الاسلحة، وإن كان غير مهتم باستعمالها، وللعلم فإنّ الطيران الحربي الليبي كان يعتمد على «استئجار» الطيارين خصوصاً من سوريا.

رابعاً- لم يبقَ للروس إلاّ سوريا ومن أجل ذلك كان التدخل.

نتائج التدخل كان بيع السلاح والأهم كما أعلن الرئيس بوتين لأحد التلفزيونات أنّ الحرب السورية قد حققت حقل تجارب جيّداً للسلاح الروسي، إضافة الى الحصول على قواعد عسكرية: قاعدة بحرية في طرطوس التي يحتاجها الأسطول البحري الروسي على البحر المتوسط، وقاعدة جوية في حميميم، ولكن الأهم من هذا وذاك هو الإهتمام النفطي وهذا ما بدأت معالمه تتوضح خصوصاً أنّ الاميركيين أيضاً جاءوا أيضاً الى سوريا وأقاموا قواعد عسكرية في شمالها في منطقة الأكراد وبدأ الصراع بينهم وبين الروس حول النفط.

وحول هذا الموضوع نشرت شبكة «فونتانكا» الإلكترونية الواسعة الانتشار في سان بطرسبورغ، معطيات عن مذكّرة تعاون وقعتها شركة «يوروبوليس» الروسية مع وزارة النفط والثروة المعدنية السورية مطلع السنة، ونقلت عن مصدر في وزارة الطاقة الروسية أنّ الشركة تلتزم -وفقاً لبنود الاتفاق- «تحرير مناطق تضم آبار نفط ومنشآت وحمايتها»، في مقابل حصولها على ربع الإنتاج النفطي، واللافت أنّ الاتفاق الذي سيدخل حيّز التنفيذ بعد «إدخال تعديل قانوني في سوريا»، ينص بوضوح على أنّ «تكاليف العمليات العسكرية اللازمة لا تندرج ضمن بنوده»، ما يعني أنها ستُدفع في شكل منفصل.

لكن المثير أنّ «يوروبوليس» التي تعود ملكيّتها الى رجل الأعمال و»ملك قطاع المطاعم» يفغيني بريغوجين، لم يكن مرّ على تأسيسها عندما وقّعت المذكرة أكثر من ستة أشهر، إذ تأسّست في حزيران العام الماضي وسُجّلت في إحدى ضواحي موسكو، ولم تسجّل غرفة التجارة الروسية أي نشاط تجاري لها باستثناء المذكرة التي وقّعها عن الجانب السوري وزير النفط والثروة المعدنية علي غانم، بعد مفاوضات أجريت في موسكو مطلع السنة.

الى هذا فإن الصراع الاميركي – الروسي يوازيه صراع إيراني – تركي، فالأتراك لديهم مشكلة مع الأكراد ومشكلة مع الاميركي الذي يزوّد الأكراد بالسلاح، كما يدعم أصلاً الجيش الحر بالسلاح والعتاد.

ويهدد الاميركي في هذه المرحلة بشار الأسد لتحذيره من استخدام أي سلاح كيميائي، ويبدو أنّ هذا التهديد الاميركي قد أرعب الروسي والإيراني ومن باب أولى النظام السوري.

وحتى الآن لم نأتِ على ذكر إسرائيل التي توجه الضربات المستمرة الى قوات النظام خصوصاً في منطقة الجولان.

وبنظرة سريعة يتبيّـن أنّ الأهداف النفطية هي أيضاً ستضيف عنصراً جديداً للصراع الذي دفع سوريا الى أن تكون مجهولة المصير.

وروسيا التي اختصرنا موقفها بثلاث نقط: بيع السلاح والقواعد العسكرية والنفط… فإذا كان يظن النظام المجرم أنّ تدخلها قد أنقذه، حتى الآن، من محاسبة شعبه، فإنّ هذا الظن سيخيب في مستقبل قريب.

عوني الكعكي