IMLebanon

ما هو الدور الفرنسي بين أميركا وإيران؟

 

لو عدنا بالذاكرة الى العام 1978 يوم كان آية الله الخميني الذي هرب من إيران ولجأ الى النجف هرباً من الشاه محمد رضا بهلوي… فجأة فتحت فرنسا أبوابها وساحاتها أمامه ووفرت له طيب الإقامة والحشد الإعلامي الكبير.

 

هناك أسئلة عديدة عن دور باريس، في ذاك الحين، في تلميع صورته وفتح الساحات والمجالات أمامه، ليقوم بحملة غير مسبوقة في الهجوم على النظام الإيراني، وتلك ليست من عادة فرنسا.

 

وحتى يومنا هذا لا تزال هذه العلاقة يشوبها الغموض، ما يثير التساؤلات والشكوك.

 

والسؤال الذي يطرح ذاته: هل أوكلت أميركا (ونعني المخابرات الاميركية) الى المخابرات الفرنسية، وبالتنسيق في ما بين الطرفين، للتحضير لانقلاب ضد الشاه الذي كان معتبراً حليفاً للغرب وفي وجه الاتحاد السوڤياتي آنذاك؟

 

والسؤال الآخر: لماذا كانت هذه المغامرة الكبرى؟ نعلم جميعاً أنّ لأميركا همّاً أول هو حماية إسرائيل… وإنّ كل شيء يمكن أن يكون لمصلحة إسرائيل، وضد العرب، تكون له الأولوية في «الأجندة» الاميركية.

 

وهنا لا بدّ من ربط قرار تغيير النظام في إيران بحرب 1973 يوم انتصر العرب للمرة الأولى في معركة ضد إسرائيل: الجيش المصري إجتاز «خط بارليڤ» واستقر في سيناء، والجيش السوري وصل الى حدود بحيرة  طبريا.

 

أولاً- جرى يومها تهديد مصر بإبادة جيشها إذا لم يتوقف تقدم الجيش المصري… وكان «الدفرسوار» الشهير.

 

ثانياً- جسر جوّي بين أميركا وإسرائيل: طائرات، دبابات، صواريخ، أعتدة الخ… لوقف الجيش السوري فتوقف.

 

وإنعاشاً للذاكرة، يومها كان وزير خارجية أميركا السيّىء الذكر هنري كيسنجر الذي سالت دموعه حرقة على إسرائيل، فقرّر العمل لتحقيق سلة أهداف أبرزها إثنان:

 

الهدف الأول: القضاء على الجيوش العربية خصوصاً مصر وسوريا والعراق وطبعاً الأردن.

 

الهدف الثاني: إحياء فتنة سنية – شيعية.

 

من هنا، نقرأ أنّ ما حصل في فرنسا في العام 1978 لم يكن من دون تخطيط مسبق، فهو مشروع محضّر بعناية لتحقيق أهدافه التي أوردنا إثنين منها أعلاه، لحماية إسرائيل والإبقاء على تفوّقها من خلال إسقاط قوة ومنعة العرب والسطو على ثرواتهم بمختلف الوسائل بما فيها إقامة النظام الايراني بما يحمل من تهديد للأمة العربية وما يستدعي الحاجة الى السلاح الذي يشتري العرب معظمه، من الغرب، وخصوصاً من أميركا.

 

عوني الكعكي