IMLebanon

ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل

كما توقعنا أنّ جلسة الحوار ستشهد خلافات قوية، وهذا ليس بجديد، إلاّ أنّ مَن يتابع مجريات الأمور يعرف أنّ هناك رأيين:

نبدأ بالجنرال ميشال عون، وكما كتبنا منذ مدة عن الفاخوري الذي يركّب اذن الجرّة كيفما يشاء، ونستشهد بقول الوزير بطرس حرب الذي ردّ على كلام عون ومفاده أنّ هذا المجلس لا يقدر أن ينتخب الرئيس لأنه غير شرعي ولا يمثل الشعب لذلك يجب تعديل الدستور، لانتخاب الرئيس من الشعب.

رد بطرس حرب وهو القانوني الكبير كان أكثر من منطقي عندما قال لعون: أنت لا تعترف بشرعية هذا المجلس فكيف تطلب منه أن يعدّل الدستور؟.. ولو كان ميشال عون يضمن أنّ ينتخبه المجلس رئيساً لكان هذا المجلس أحسن مجلس.

وخيراً فعل الرئيس فؤاد السنيورة عندما رد، بدوره، على ميشال عون وشعاره القائل بالرئيس القوي، فقال له: الرئيس القوي هو الذي يتوافق عليه اللبنانيون ويكون بمثابة رمزهم…

على كل حال انّ بلداً ديموقراطياً مثل لبنان أهم ما حدث فيه اليوم هو انعقاد طاولة الحوار خصوصاً في ظل هذا الحراك في الشارع الذي كنا نتخوّف من انحرافه… وجاء تخوّفنا في مكانه وبالذات بعد الشعارات المرفوعة والكلام الذي لا يقبل به أي مواطن صالح.

ولن نردد ما قاله بعض المتظاهرين والذي نعتبر أنه لا يمثلهم بأكثريتهم، فالكلام السوقي الغوغائي ليس مقبولاً من أي مواطن شريف.

وكما حذّرنا دائماً فإننا نحذّر اليوم مجدداً من الانحراف… ولقد ثبت أنّ خوفنا كان في محله.

على كل حال الشكر لجميع الذين شاركوا في طاولة الحوار، والشكر الخاص لدولة الرئيس نبيه بري الذي يحاول بجهوده الجبارة أن يحمي هذا الوطن، كما يحاول استيعاب غضب الناس أصحاب المطالب المحقة.

وبالرغم من كل ما حصل ما زلنا نأمل بأن يرشد الله الزعماء للتوصل الى التوافق على انتخاب رئيس للجمهورية، وهو ما يشكل مدخلاً للحلول الشاملة.