IMLebanon

ماذا سيحدث في 25 كانون الثاني؟

ـــــ ١ ـــــ

أي «صفقة إقليمية»… ستعقدها مصر وإسرائيل؟

وصف «الصفقة» ورد في تقارير إخبارية عن زيارة إسحاق مولخو، مبعوث نتنياهو للقاهرة، من أجل تسوية «أزمة الغرامة» التي حكمت بها محكمة دولية لإسرائيل بحوالي مليار و700 ألف دولار، تعويضاً عن وقف الغاز.

مصر أطلقت سراح الجاسوس الشهير، ترابين، ومقابله تسلّمت جواسيس مصريين لم تنالهم الشهرة نفسها..

ما هي تفاصيل «الصفقة» إذن في المستوى الحالي للعلاقة بين القاهرة وتل أبيب؟ وفي ظل الانشغال المصري المفرط بحروب «الجيل الرابع» أي بالجبهات «الداخلية»؟

لا شيء سوى رياضة «الوقوف في المحل ذاته».. لاشيء فعلياً، سوى الحفر في المكان… هذه هي فلسفة ناشري خرافة «الجيل الرابع» من الحروب، بينما جبهات الحرب الأساسية فارغة، إلا من لهو القوى الكبرى، ونزق اللاعبين الإقليميين في تأسيس مواقع جديدة، في ظل الفوضى.

الخرافات تهبط يومياً على مسامع جمهور ينتظر «نهاية قريبة» للعالم، حيث لا يهم سوى «الحفاظ على البقاء»… وهذا ليس سهلاً في ظل تسرّب الإمكانات يوماً بعد يوم، ليكن الحل الوحيد هو الدخول في معارك، مصر ليست طرفا فيهاً، لكنها تستدعي «مكانة قديمة» أو «تمثيلاً» سياسياً يطلبه السعوديون في غزوتهم على اليمن، ويتردد السيسي مراعاة لحساسية مصرية تجاه الحروب.

وبرغم مرور شهور عدة على نشر صحيفة «الشرق الأوسط» لخبر عن مشاركة 800 جندي مصري في معارك برية، إلا أن القيادات العسكرية المصرية لم تكذّب ولم تؤيّد وبالطبع لم تفسّر.

وكذلك فإن التحالف المعلن مع «روسيا وفرنسا» في الحرب على الإرهاب، لم يكشف حقيقة توجهاته بالنسبة لشائعات عن الحاجة إلى 100 ألف (مقاتل سني) يدخلون حرباً برية (غالباً لن تحدث).

الظاهر أن القيادات العسكرية لا تفضّل الحرب، بينما أطراف متناقضة تريدها قوة «مناسبة عسكرياً وطائفياً وسياسياً»، كيف ستعبر التركيبة الحاكمة هذا التحدي؟ هل ستقف كثيراً في منطقة التردد وتمرير الوقت؟ أم ستستجيب؟ خاصة أن الاستجابة ستوزع بين طرفين متناقضين، فالحرب من وجهة نظر روسيا تعني الدفاع عن «الأسد»، بينما السعودية تريد حرباً على الأسد… تبدأ من اليمن.

الأمير محمد بن سلمان في القاهرة اليوم يبحث التعاون العسكري (في أي الجبهات والغزوة على اليمن في نهاياتها؟)… وتربط التقارير الصحافية الزيارة بمشروعات لدعم الاقتصاد المصري الذي تعدى المرحلة الحمراء في الخطر.

خيار من نوع دراماتيكي بين «الجوع» و «الموت» في الحروب، لن يعني غالباً غير «السكون».

ـــــ 2 ـــــ

هل تدخل مصر أول حروب المياه؟

فرض السؤال نفسه بعد اجتماع أخير «سداسي» لمناقشة سد النهضة الأثيوبي. الاجتماع لم تكن أمامه فرصة للفشل.. وهي نتيجة أصعب من الفشل، لكنها أقرب إلى أن تكون عنوان مرحلة كاملة، ليس في مصر فقط، بل في البقعة التي تسمى «العالم العربي» فلا أحد يعرف من سيسكن قصر بعبدا في بيروت، انتظاراً لتوافق طهران والرياض…. بل إن الغزوات السعودية (بتحالفها العربي/ أو الدولي) تلاقي المصير نفسه، الذي لا يمكن وصفه حتى بالفشل.

مصر تقابل كابوسها: إما الماء أو الحرب… وهو إعلان متجدّد عن عدم فعالية الأدوات القديمة، لا المستوحاة من كتالوغ الستينيات، ولا المعترفة بالأمر الواقع والتي استخدمت الضغوط الإماراتية في بعض اللحظات… أثيوبيا على موقفها، ومصر لم يعد أمامها إلا شن حرب لا لاستعادة حصتها القديمة، بل لضمان حصة «عادلة».

ـــــ 3 ـــــ

هل تشتعل ثورة جديدة يوم 25 يناير المقبل؟

الأجهزة الأمنية تبدو مرعوبة..

رغم أن طريقة الإعلان، والمتحالفين في الدعوة إلى «الدفاع عن الثورة المهزومة» لا يبشّر إلا بمصير «لن تفشل حتى..»..

أصحاب الدعوة أصيبوا بالتجمّد في الزمن، بينما قواهم في حالة تحلّل، أي أنهم أصيبوا بعدوى من «الدولة» التي انتصرت على «ثورتهم».

هي مواجهة «الرعب» بين الذين «لن يفشلوا حتى..»… وكأنه مصير جماعي.

لماذا نستحق هذا المصير.. ونظل محشورين في وضع «بين.. بين..»؟

لن تسمع إجابة ممّن توسّد مخدع المعرفة الكونية ويجلس منتفخاً باليقين الخادع… ذلك اليقين الذي لا يجعلنا نصل حتى إلى مصير «الهنود الحمر» فننقرض أو ننزوي في هوامش البشرية… سنظل هكذا معلّقين ننتظر المنقذين الفاشلين أو البرابرة/ «داعش» الذين خرجوا من تحت جلدنا…

هل ننتظر البرابرة؟

الموضوع أصبح معقداً أكثر، نتريّض رياضة نهايات لا تأتي، أو بمعنى آخر نتسابق لكي لا نصل إلى شيء.