IMLebanon

ماذا سيفجِّر الحريري في كلام الناس؟

 

البحصة كبيرة والكلام كبير

 

يوماً بعد يوم يتأكد أنَّ الرئيس سعد الحريري ما بعد عودته من السعودية هو غيره ما قبل سفره إليها… قبل 4 تشرين الثاني، تاريخ اعلان استقالته من المملكة، كان الزعيم الشاب يدوِّر الزوايا ويستخدم القفازات ويتحاشى رفع السقوف السياسية، وكل ذلك بهدفِ الحفاظ على البلد، لأنَّه يعرف تعقيداته وتشابكاته، وأن أي خلاف حاد سيؤدي إلى انفجار الوضع السياسي. لهذا السبب كان دائماً يستخدم اللغة الهادئة والخطاب السياسي المريح رحمةً بيوميات الناس وأشغالهم ومعاناتهم.

***

بعد العودة، تدرَّج خطابه السياسي صعوداً. نزع القفازات من يديه. خفَّف من تدوير الزوايا. اكتشف أنَّ البلد يحتاج إلى نبرةٍ أعلى لأنَّه صار تحت المجهر الدولي الذي يُظهر أدق العيوب.

يُدرِك الرئيس الحريري أنَّ كثيرين راهنوا على إضعافه، وبعضهم تصرَّف وكأنه قُضي الأمر وان الإستقالة نهائية، لكنَّ بعد العودة عن الإستقالة، بات الوضع يشبه أحجار الدومينو التي إذا تدحرج واحدٌ منها، تدحرجت سائر الأحجار المتبقية.

***

المواقف تتجه صعوداً ويُتوقع أنْ تبلغ ذروتها مساء الخميس من الأسبوع المقبل حين سيكون مع الأستاذ مرسال غانم في برنامجه الحواري الأول كلام الناس على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال، وقبل عشرة أيام على الإطلالة، بدأ الرئيس الحريري يمارس استراتيجية التشويق بحيث يجعل الرأي العام على أحرٍ من الجمر لمعرفة ما سيقوله، بعدما ألمَح إلى المضمون. وفي التلميح يقول:

هناك أحزابٌ سياسية حاولت أنْ تجد مكاناً لها في هذه الأزمة من خلال الطعن بالظهر وأنا سأتعامل مع هذه الحالات، كل حالة على حدة، ولكني بالطبع لا أحقدُ على أحد، لأنني على قناعة بأنَّ الوطن بحاجة لكل أبنائه لكي ينهض ويتطور. على كل حالٍ سأسمّي الأشياء بأسمائها في برنامج كلام الناس مع مرسال غانم وسأبق البحصة، وهي بحصة كبيرة بالطبع. جميعكم تعرفون من حاول طعننا في الظهر، وهم وحين كانوا يرددون مواقف تحدٍ لحزب الله وسياسة إيران ظاهرياً، وجدنا في النهاية أنَّ كل ما أرادوه هو الطعن بسعد الحريري. فهم كانوا يتهجّمون مرة على الحزب وعشرين مرة على سعد الحريري، وكانوا يدّعون أنهم يستكملون مسيرة رفيق الحريري، كل ذلك كان بمثابة أكبر عملية احتيال علينا جميعاً.

 

***

كلامٌ كبير لأن البحصة كبيرة، وما سيقوله مع الأستاذ مرسال غانم سيكون الحد الفاصل بين الكلام بالإيحاء وتسمية الأشياء بأسمائها، وعندها سيكون الوضع أمام الواقع التالي:

خلطٌ لأوراق التحالفات بين تيار المستقبل والأفرقاء الآخرين.

مرحلةٌ جديدة من اليوم وحتى الإنتخابات النيابية في أيار المقبل.

***

البحصة كبيرة، ولأنَّها كذلك، فإنَّ الرئيس الحريري سيعمد إلى أن يبقَّها لتفتيتها وإزاحتها من أنْ تكون عقبة في طريقه.