IMLebanon

ماذا سيقول الرئيس لبومبيو؟

 

 

صحيح أنّ أميركا هي الشرّ المستطير والبلاء للعالم العربي بأجمعه… فلا نحصل من الأميركي إلاّ على الوعود الكاذبة والمؤامرات بدءًا من مجلس الامن الذي اتخذ قرارات عديدة ضد إسرائيل فتصطدم كلها بالڤيتو الاميركي، بينما أي قرار لمصلحة إسرائيل تتبناه وتضغط لتنفيذه.

 

المثال على ذلك: العالم كله كان ضد أن تضرب واشنطن العراق في العام 2003، فلم يرد الرئيس بوش على أحد، وغزا العراق، وفقط للتذكير مدّعياً بأنّ العراق دولة إرهاب وهي تملك أسلحة دمار شامل وهي بحاجة الى الديموقراطية.

 

وتبيّـن أنّ ذلك كان كذباً مكشوفاً، فلم يكن في العراق إرهاب، إنما الارهاب «فرّخ» وتمادى على نطاق واسع في ظل الغزو.

 

ولم يكن لدى العراق أي نوع من أنواع أسلحة الدمار الشامل، ولا حتى الأسلحة الدفاعية المتطورة.

 

أما الديموقراطية المزعومة، فحال العراق مع الغزو وخلاله سجل أكبر ضربة للديموقراطية، خصوصاً بعد «تفشي» داء الميليشيات!

 

والقرار التاريخي الذي اتخذته أميركا بحل الجيش العراقي، وترك مليون ضابط ورقيب وجندي الى قدرهم، مع أسلحتهم، وعدم وجود جيش يعني عدم وجود أمن، بل عدم وجود دولة في الأساس.

 

من يومها لا يمر يوم من دون تفجيرات وحروب وقتلى بأرقام هائلة، والأخطر ايقاظ الفتنة السنية – الشيعية التي آلت الى تسليم العراق بأكمله الى إيران.

 

سقنا هذه المقدمة لمناسبة مجيء وزير الخارجية الاميركي بومبيو الى لبنان وكان قد سبقه مساعد نائب وزير الخارجية ساترفيلد، بدعوى ضرب نفوذ «حزب الله».

 

ونسأل الاميركي: لو كان يريد فعلاً محاربة «حزب الله» هل كانوا سمحوا لإيران أن تهيمن على العراق وتفعل فيه ما تفعله اليوم؟

 

وهل يتذكر الاميركي تصريحات كبار المسؤولين الايرانيين من المرشد الأعلى الى رئيس الجمهورية الى وزير الخارجية الى الشورى الى هيئة تشخيص النظام بأنّ إيران تسيطر على أربع عواصم عربية.

 

وللتذكير أيضاً بأنّ الحرب المفتعلة في أواخر السبعينات كانت بهدف ضرب العراق وإنهائه، وحدث العكس وسجل صدام حسين انتصارات، ولولا (إيران غايت) أي السلاح الاميركي الى إيران بواسطة إسرائيل لكانت انهارت إيران.

 

إنّ النأي بالنفس الذي تقول به الدولة اللبنانية وأميركا تطالب لبنان بالالتزام به لا يمكن أن ينفذ بوجود الدور الايراني…

 

وبالتالي سيكون رد الرئيس عون لبومبيو انتم السبب كون الاميركي يتساهل مع ايران.

 

عوني الكعكي