IMLebanon

عندما يُسيّر «حزب الله» رحلات العار

ليل الاثنين الماضي انقسمت شاشات القنوات اللبنانية لتأمين التغطية المباشرة لحدثين مترابطين ارتباطاً وثيقاً، الأول كلمة الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله الذي فنّد خلالها خطوات الصفقة التي أدت الى معرفة مكان العسكريين المخطوفين في مقابل وقف اطلاق النار وترحيل عناصر «داعش» من الأراضي اللبنانية باتجاه الحدود السورية – العراقية، والثاني خصص لمواكبة عبور حافلات مدارس «المهدي» التابعة لـ«حزب الله» محملة بمئات العناصر الارهابية وعائلاتهم إلى خارج الحدود مع ضمان أمنهم وتبييض سجلاتهم في سوريا.

بهذه البساطة زف نصرالله الخبر للبنانيين موثقاً بالصور، وتزامن عرضه مع تقاطر أولياء الشهداء إلى المستشفى العسكري في بيروت لاعطاء عيناتهم بانتظار ظهور نتائج فحوص الـ «دي أن أي». المعاناة المضنية التي عاشها هؤلاء، أبى نصرالله إلا أن ينهيها بمشهد منفر حقيقي يعكس الواقع بحرفيته، عناصر «داعش» ينقلون بباصات تلامذة مدارس الحزب.

لا يمكن اعتبار ما أظهرته الكاميرات صدفة أو قلة إدراك، فمنظمو خروج الارهابيين عمدوا الى تغطية أي علامة تظهر الجهة الموكلة ارسال هذه الحافلات، وبالرغم من ذلك ظهر اسم «ثانوية المهدي» من تحت الأغطية الملونة. الصورة نفسها يتشاركها الجميع، إلى جانب صورة ثانية استطاعت وكالة «فرانس برس» التقاطها لارهابي من داخل الحافلة ممسكاً بسلاحه والبهجة تعم وجهه، ومن خلفه عناصر التنظيم المدججون بالسلاح، أُرفقت الصورة بتعليقات كئيبة وغاضبة، منهم من لم يصدق أن القصة انتهت هنا، أن يكون «حزب الله» قد نهاها بهذه المهزلة، مستحيل على من اتهم «داعش» بالوقوف وراء التفجيرات التي طالت مناطق مكتظة في الضاحية الجنوبية منذ ثلاث سنوات أن يعمد إلى إخراج عناصر التنظيم بباصات مدارسه التي تقل طلابه وأطفاله. كتبت ستيفاني على حسابها «عأساس داعش سبب التفجيرات بالضاحية؟ كيف حدا فجّرني برافقو وبأمنلو طريقو بباصات مكيفة؟ اللعبة واضحة وهالشعب يا غافل الك الله»، فيما نشر مصطفى الحاج صورتين علق عليهما «ابتسامة عنصر من داعش داخل أحد الباصات المكيفة والصورة الثانية تشييع أحد شهداء الجيش اللبناني اليوم في منطقة بيت الفقس الضنية. شكراً حزب الله على التسويات التي أوصلت شبابنا شهداء وشبابك أحرار #شهيد_فجر_الجرود».

ولا يمكن لكل ما حصل أن ينتهي من حيث منع منذ اختطاف الجنود من أن يبدأ، «حزب الله» منع الدولة اللبنانية من التفاوض مع تنظيم ارهابي لاسترداد الجنود، وها هو اليوم يفاوضه ويؤمن سلامة عناصره. وصف أسامة وهبي الأمر بكوميدية «اسم جديد لمحور #بني_ممانعة وهو جمعية الرفق بالدواعش. واذا مش مصدق يا حبوب شوف شو صار بالجرود». فيما علقت ليندا شعبان: «قال طلعوا من جرودنا مذلولين ما حدا جبلنا الذل والقهر غير اللي طالع يحتفل يوم الخميس ببعلبك عم يحتفلو على جثث شهداء الجيش اللي أهلهن عم يبكوهن والدواعش فلو معززين مكرمين بس على مين بدنا نعتب. ما النا حدا نحن».

فيما بدت بعض التعليقات أكثر استهزائية تعليقاً على «الرفاهية» المفرطة التي أمّنها الحزب للارهابيين فكتب أحدهم: «بشرى سارة للدواعش، تعلن نقليات حسن نصر الله بالتعاون مع بشار الأسد تسيير رحلات يومية للدواعش من مناطق قتالهم الى الحدود العراقية، مجااااناً…نعم مجاناً، النساء والأطفال مجاااناً، مع العلم أن الباصات مبردة ومباركة من الشيخ بذاته، اغتنم الفرصه قبل نفاذ الباصات، شعارنا قاتلنا مرة… ننقلك وعلينا الفرة… احجز مقعدك قبل العيد واحصل على حزام ناسف هدية زائد مصاريف الشحن». في حين كتب آخر مستهزئاً: «بشرى سارة لكل مجرم أو أي شخص عليه مذكرة من الدولة اللبنانية، تسيير رحلات مجانية أسبوعية الى الأراضي السورية، باصات مكيفة سلاح فردي مسموح سندويشات مجانية حسب الطلب، للمعلومات الاتصال بأي مركز لحزب ألله… شعارنا توصل بالسلامة وما بتكون إلا مبسوط….». وكتب أسامة وهبي: «ارهابي من تنظيم داعش رايح رحلة من الجرود الى دير الزور نظمها النظام السوري وحزب الله. ملاحظة: الباصات مكيفة والارهابيين مكيفين وأهالي العسكريين الشهداء بعدن قاعدين قدام المستشفى العسكري بانتظار نتائج الحمض النووي وبني ممانعة معجوقين باحتفال يوم الخميس. هرغلتو النصر وهربتوا الارهابيين». اما مايك جيمي فعلق قائلاً: «خدمات ممتازة مضيفات داخل الباص أفلام فيديو وجبة غداء وجبة عشاء مبيت متعة اذا اقتضت الضرورة. شركة نقليات حزب الله لصاحبها حسن نصرالله». وقال محمد بارود: «وأخيراً ذاب الثلج باصات المهدي تنقل الدواعش». ولفت علاء أبو حمزة بدوره الى «باصات المهدي للسياحة والسفر بخدمة داعش وشو بقلك حسن نصرالله انو بدو يحتفل بالانتصار. روح انضب». من جهتها، انتقدت وفاء قانصو أن يعمد «حزب الله» الى اقامة احتفاله في بعلبك يوم الخميس «باصات مدارس المهدي بعلبك نقلت الدواعش وبيقلك بده يعمل احتفال بالانتصار بمرجة راس العين ببعلبك. اللي استحوا ماتوا».