IMLebanon

متى نصبح دولة؟

 

 

هذا السؤال يطرحه كل مواطن شريف وبالعامية “آدمي”: متى يصبح عندنا في لبنان دولة؟

 

لماذا هذا السؤال؟

 

بكل بساطة نكتشف كل يوم عورات الفوضى والمخالفات والتجاوزات التي يقوم بها قسم من اللبنانيين أقل ما يُقال فيهم إنهم زعران.

 

يعني هل نقبل أو يقبل أي مواطن شريف أن يقال إنّ لبنان بلد للزعران وليس للأوادم الذين ليس لهم مكان في الدولة.

 

مشاكل لبنان تبدأ ولا تنتهي، وكل يوم نكتشف مخالفة جديدة… وعلى سبيل المثال لا الحصر:

 

1- أمطرت الدنيا ففاضت المجارير وتسببت بقطع الطرقات، هذا طبيعي في بعض الأحيان ويحدث مثله في مختلف بلدان العالم، ذلك أنّ غضب الطبيعة لا يقدر عليه أحد، ولكن عندما يتبيّـن أنّ مواطناً يملك فندقاً أقيم بمخالفات متعدّدة ولا أحد يعلم كيف أقيم وكيف بدأ العمل فيه حتى بدون رخصة إسكان، وهذه المخالفة الرقم 10… أما المخالفة الرقم 11 فماذا عن المجرور الذي عاين اللبنانيون تداعيات طوفانه عبر شاشات التلفزة، وكيف قام صاحب الفندق المخالف بصب أطنان من الاسمنت والحديد ليقفل المجرور وليتحوّل المجرور الى مكان آخر.

 

هذا هو التفكير اللبناني حسب ما قال الشاعر الذي وصفه النبي محمد (صلعم) بأنه “أناني محب لنفسه”، قال:

 

“إنما دنياي نفسي فإذا

 

… تلفت نفسي فلا عاش أحدْ

 

ليت أنّ النفس بعدي غربت

 

… ثم لم تطلع على أهل البلدْ”

 

هذا على صعيد المواطن أمّا الأخطر فما قال محافظ مدينة بيروت القاضي زياد شبيب إنّ بلدية الغبيري تمنع تشغيل محطة تكرير “الغدير” التي أنفق عليها ملايين الدولارات تحت شعار انهم لا يريدون أن تحصل عملية التكرير في تلك المنطقة… والأخطر أنه عندما حاول مهندسون من مجلس الإنماء والإعمار أن يعالجوا الموضوع ووجهوا بالمنع العنيف وبالتهديد والوعيد.

 

 

هذا الحادث يذكرني بأيام شهيد لبنان الكبير الرئيس رفيق الحريري يوم كان يحاول أن يبني جسراً في منطقة الاوزاعي… فطبعاً نواب الضاحية الحرصاء على مشاريع الإنماء منعوا بناء الجسر، ويومها انهالوا بالضرب على مهندس المشروع المهندس فادي فواز، والمصيبة أنّ المعتدي مباشرةً كان النائب علي عمّار؟!. وإن دل هذا العمل على شيء فإنه يدل على أنّ هناك فريقاً لا يريد البناء في هذا الوطن.

 

هذا غيض من فيض من مصائب كبيرة.

 

2- لنأخذ مثلاً موضوع الأملاك البحرية ومنذ متى يحكى عن هذا الموضوع؟ هل حققت أي خطوة إنجازية في هذا الموضوع المهم؟ وهل يمكن تقدير عدد الجرائم المرتكبة على الشاطئ اللبناني الذي يمتد بطول 210 كيلومترات؟ وكم وكم من الزعماء ومن الزعران المعتدين على هذا الشاطئ الجميل وإستباحة المحرّمات كلها؟!.

 

3- لنتكلم عن المخالفات التي ترتكب على نهر الليطاني والتي تجاوز عددها المئة… ولأوّل مرة هناك نشاط في المجلس النيابي لمعالجة هذا الموضوع ونأمل خيراً.

 

4- وماذا عن الكهرباء التي وُعد اللبنانيون بالحصول عليها طبيعياً خلال سنتين.. فأصبح اليوم عدد السنتين أكثر من 30 سنة، وطبعاً الأسباب معروفة.

 

أخيراً وليس آخر، هذا البلد للأسف الشديد:

 

ليس للأوادم،

 

وليس للذين يدفعون الضرائب،

 

وليس للذين لا يحملون سلاحاً،

 

وليس للذين يطلبون العِلم،

 

وليس للذين يخافون الله.