IMLebanon

عندما يخاف يوسف من مصير أبو حمزة

عن علاقة الحريري بمستشاريه وقياداته

عندما يخاف يوسف من مصير أبو حمزة

دخل عبد المنعم يوسف إلى قصر العدل في بيروت هذه المرة كمدعى عليه. تهمته الإهمال الوظيفي قضائياً، وفي حوزته تهمة أشد قسوة هي «التمرد السياسي». كيف تكون النهاية، لا أحد يعرف. لكن العالمين بخفايا الصراعات «المستقبلية»، يؤكدون أن يوسف هو أحد تجليات الصراع المستمر بين جناحي الرئيس فؤاد السنيورة والمستشار نادر الحريري.

عبد المنعم يوسف محسوب على السنيورة، وهذا ليس سراً. لكن ما طرأ أنه لم يحسب تبدّل موازين القوى في «المستقبل»، ولا سيما بعد عودة الرئيس سعد الحريري. يبدو جلياً أن من أدار دفة «المستقبل» في السنوات العجاف، وتحديدا حين كان الحريري في منفاه الطوعي، لم يعد يملك السلطة نفسها. يبقى رئيس كتلة «المستقبل»، لكن سلطة الحريري باتت تشمل الدائرة القريبة المحيطه به أيضاً.

ويوسف عندما خالف قرار نادر الحريري المتعلق بكاميرات بيروت، وسار بعكس ما يريد «المستشار الأول»، تغيرت أحواله، وصار نادر الحريري يجاهر بالقول إن مشكلته مع يوسف أن الأخير يحارب القطاع الخاص. تلك التهمة ميزة، لو كانت صحيحة، علماً أن اتهامات الخصوم الحاليين ترى أن مشكلته الفعلية ليست مع القطاع الخاص، بل مع من لا يسير تحت مظلته فقط.

هل سيدخل يوسف إلى السجن؟

تميل إجابة من يتابع «الأحوال المتبدلة» داخل «المستقبل» إلى النفي. الاعتقاد السائد أن الأمور لن تصل إلى هذا الحد، وحتى لو تقرر طي مرحلة يوسف، فإن الأمر لا يفترض أن يتخطى مسألة الاستقالة من الوظيفة.

يوسف نفسه يسعى إلى معرفة مصيره ليس قضائياً بل سياسياً. وهو نقل هواجسه إلى أصدقائه في «المستقبل»، مبدياً استعداده للاستقالة من منصبه ومغادرة لبنان بكرامة إذا كان ذلك ينهي المشكلة القائمة. أما الهاجس الأبرز لديه، فهو أن يلقى مصير رجل الأعمال الجنبلاطي بهيج أبو حمزة. ذلك ما عبّر عنه صراحة أمام أكثر من «صديق» في «المستقبل»، وذلك ما جعله ينسحب من المعركة الإعلامية، بطلب من السنيورة.

هل انتهى زمن يوسف؟

الأمر لم يعد محسوماً، برغم أن أسماء البدائل طُرحت بقوة قبل أسابيع قليلة. الإجابة الأوضح هي: «نادر لم يعد نادر». وذلك يعني أن ثمة من يعتبر أن العدو الأول ليوسف خرج من الانتخابات البلدية متضرراً في مكانته. الإشارات العلنية صدرت من النائب وليد جنبلاط الذي حذّر الحريري من محيطه، فيما كان البعض داخل «المستقبل» يحمّل مسؤولية الخيارات الخاطئة في البلديات لنادر شخصياً، ولو أن رأي سعد الحريري هو النقيض كلياً.

«النفضة» داخل «التيار الأزرق» ستحصل قريباً. ويقال في «المستقبل» إن الأمور «لم تفلت من يدي سعد»، فهو «يبقى الزعيم الأوحد الذي لن يستطيع أحد مزاحمته على زعامته. لكن هذا لا يعني أن الطريق مفروشة بالورود. ثمة حاجة ماسة لعملية جراحية وليس لمجرد مسكّنات. وقبل ذلك على الحريري أن يستوعب كل الاختلافات داخل حزبه. والأهم أن لا يخطئ ويتبنى أفكار الآخرين أو يعالج الأمور بالشخصانية».

طريقة التعامل مع حالة الوزير السابق أشرف ريفي تؤكد ذلك. وإذا كان الأخير لم يستوعب بعد كيف قال الحريري إنه لا يمثله، فإن الحريري بدوره لم يهضم تمّرد وزيره، مع يقين الجميع أنه كان بإمكان الحريري رأب الصدع، وخصوصا أنه يعرف أن ريفي يردد أمام عارفيه أن الزعيم الأول والأخير للسنّة في لبنان هو سعد الحريري.

تيار «المستقبل» في أسوأ أيامه. غياب رئيسه لسنوات، مرفق بالشح المالي. و «السياسات الخاطئة» لـ «التيار» في التعامل مع بيئته مرفقة بتركيز خصومه على إطلاق النار عليه من دون الأخذ بالاعتبار أن البديل لم يكن سوى التطرف، ساهمت كلها في خلخلة دعائم الحريرية.

ولذلك كله، يقول أحد الحريصين على موقع الحريري وتياره إن «على سعد أن يعرف أنه لم يعد بإمكانه الانتظار كثيراً، خصوصا إذا حصلت الانتخابات النيابية في موعدها (ربيع 2017)».