IMLebanon

أين العلم السوري؟

 

أن يرفع العلم الروسي على صهوة حصان بيد سيدة روسية ترتدي لباساً روسياً أحمر مكللاً بالأبيض شيء جميل إذا كان ذلك الاحتفال في روسيا وبمناسبة وطنية روسية… أما أن تكون الفتاة الروسية الجميلة بزيّها الروسي وعلى الحصان ترفع العلم الروسي في دمشق بمناسبة ذكرى جلاء القوات الفرنسية عن سوريا فهذا غير مقبول تحت أي مبرر أو ذريعة.

 

والمصيبة الثانية أنّ الفرس أيضاً شاركوا في هذه المناسبة الوطنية فظهر مواطن أو فارس باللباس الفارسي على صهوة حصان ويحمل علم الجمهورية الاسلامية الفارسية وإلى جانبه في الصورة فارس سوري على صهوة حصان يحمل العلم السوري.

 

نفهم أنّ روسيا استطاعت أن تقتل الشعب السوري الى جانب قوات الحرس الثوري والحشد الشعبي و«حزب الله» من أجل بقاء الأسد على كرسي الرئاسة ولكن أن تحتفل القوات الروسية والقوات الايرانية بمناسبة وطنية سورية فهذا ما لا نفهمه.

 

كذلك لو كان هناك إحترام لمشاعر الشعب السوري، وإذا كان هناك رئيس جمهورية يحترم نفسه ويحترم شعبه ويحترم دولته فكيف له أن يقبل بذلك؟!.

 

نعود لنطرح السؤال الطبيعي وهو من يحكم سوريا اليوم؟

 

بكل صراحة الروس اليوم يحكمون القسم الأكبر من سوريا بالاضافة الى مساعدة محدودة من الايرانيين… وهنا لا بد من القول إنّ حرباً باردة بين الطرفين قائمة، إذ ان الايرانيين وبعد المليارات التي دفعوها وآلاف الشهداء من الجيش الايراني والحرس الثوري يرددون يومياً انهم يسيطرون على عواصم أربعة بلدان عربية: اليمن والعراق وسوريا ولبنان… ولكن الحقيقة أنّ دخول الروس على الخط هو الذي أنقذ الجميع ولولاه لانتصرت المعارضة وكان الايرانيون والميليشيات الشيعية و»حزب الله» في خبر كان.

 

أود أن أروي قصة صغيرة ولكن معناها كبير وهي: أنّ صديقاً لي قرر الذهاب الى سوريا برحلة صيد ومن أجل ذلك حصل على اذن من الشرطة العسكرية الروسية… وهذا يؤكد أنّ الحاكم الحقيقي والفعلي لسوريا اليوم هم الروس.

 

أما ماذا عن الرئيس بشار وحكومته فأظن أنّ وجودهما صورة فقط، إذ أنّ الرئيس لم يعد رئيساً إلاّ في البروتوكول، ولكن ليس عنده أي صلاحيات ولا أي قوة، وكل ما يدعيه ويتظاهر به فقط في الظاهر.

 

أخيراً، من يصدّق ما يحدث في سوريا… سوريا قلب العروبة النابض… سوريا العربية لم تعد عربية أصبحت سوريا الروسية…

 

سوريا الايرانية شوية…

 

سوريا «حزب الله» أقل…

 

سوريا تركياً مهمة جداً…

 

سوريا أميركياً الأهم.