IMLebanon

اين الرئاسة من هموم المنطقة؟!

 

ماذا يمنع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من ان يسمى الاشياء  باسمائها، بالنسبة الى من يؤخر الانتخابات الرئاسية؟

والسؤال عينه مطروح على القيادات المسيحية الاخرى التي تحاذر مقاربة الموضوع وكأنها تترك «للفخار الماروني يكسر بعضه»، والا لا معنى لهذا الصمت  من جانب هؤلاء، وكأن الامور مرهونة بالطائفة المارونية ولا شيء سواها، مع العلم ان الرئيس هو لكل اللبنانيين على السواء؟!

ان الذين يتخوفون من ان يبقوا البحصة مطالبون بقول كلمة حق ومن بعدها تبقى الامور الرئاسية في مجال شد الحبال، مع ما يعنيه ذلك من رفض مقيت لان يستمر الشغور الرئاسي  على ما هو عليه، لاسيما عندما يقال ان الساحة السياسية والشعبية قد اعتادت على عدم وجود رئيس جمهورية قياسا على ما هو سائد كي لا نقول ان «الغنج الماروني يعزز عوامل الفراغ الرئاسي» الى حد القول ان لا حاجة ابدا الى رئيس للجمهورية، خصوصا ان المدلول السياسي قائم لجهة من يتابع معركته  الانتخابية من دون ان ينزل الى مجلس النواب، فيما يصر اخرون من حلفائه على مماشاته في تطيير النصاب وكأنها لعبة عض اصابع لا مجال لان تستقيم بحسب ما هو مرجو!

صحيح ان «التكرار يعلم الحمار» لذا من الصعب تجاهل الواقع الهش الذي نعيشه من دون رئيس وكأن البلد سائب وليس من يسأل عما يجب العمل بموجبه لملء الفراغ في رئاسة الجمهورية وهكذا بالنسبة الى معاناة مجلس النواب حيث تتردد تمنيات من غير ان يسعى احدهم الى اظهار نية حسنة باستثناء القول انه مع فلان ضد  فلان، طالما استمر النشاز السياسي  على ما هو عليه من فقر في المواقف والتصرفات؟!

لقد سبق القول في غير مناسبة ان قوى 14 اذار تريد ولا تريد الوصول بمرشحها الى قصر بعبدا، بعدما سبق لها ان حازت اكثرية نيابية في اخر انتخابات نيابية كان بوسعها توظيف الصوت الواحد في ما يمنع تشكيل حكومة، بما في ذلك انتخاب رئيس مجلس النواب، لكنها لم تفعل ظنا منها ن تصرفها يحمل نيات غير سليمة، فيما ظهر بوضوح ان مجالات  التعاطي بالشأن السياسي محكومة بأسوأ انواع التفاهم، وهذا محسوب بدقة متناهية لمجرد ان الصوت الواحد لم يوظف في مكانه الصحيح، والا لما بقي الرئيس نبيه بري في موقعه، ظنا ممن ابقوه انه سيتعاون معهم من غير تحديد اي تحالف سياسي يذكر!

لا يكفي القول اننا عاجزون عن انتخاب رئيس للجمهورية بقدر ما ان المطلوب تحديد نوعية الهامش الضيق  الذي من الواجب اختراقه كي لا يستمر العجز على ما هو عليه، لاسيما عندما يقول ان الحل يجب ان يأتي من خلال نجاح التفاوض النووي الاميركي – الايراني او الاستمرار في جرجرة الموضوع الى حد القول ان الاميركيين لا يرغبون في كسر اليد الايرانية الممدودة لهم احتراما منهم لحق طهران في اقامة مفاعل نووي مثلها مثل باكستان والهند واسرائيل وغيرها، وكي لا تضطر لان تقول للعالم ان النووي الاسرائيلي غير ما هو مخطط له ايرانيا؟!

وما يثير شهية ايران هو عكس ما يثير شهية اسرائيل التي لا تزال تتطلع الى توجيه ضربة عسكرية تقضي موقتا على آمال ايران في الافادة عن مفاعلاتها النووية، وخشية ان تتطور الامور باتجاه الاستمرار في توتر اجواء المنطقة على اساس ما هو قائم بين ايران وجيرانها العرب من جهة وبين المفهوم الغربي لحيازة سلاح نووي في ايدي من ليس بوسع اميركا رسم خطوط لهم كي لا يطوروا سلاحهم النووي.

لقد بدا رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو في خلال زيارته الى اميركا انه مستعد لان يراهن الرئيس باراك اوباما لجهة ما بوسعه الحصول على تأييدهم لاسرائيل وهذا الشيء قد حصل من غير ان يصدر عن الرئيس الاميركي ما يشعر خصوم الداخل والخارج انه لا يملك زمام اموره الداخلية، لاسيما ان الاصوات التي صدرت بعد القاء نتانياهو خطابه امام الكونغرس جعلت الجميع يعرفون ان اسرائيل تتمتع بقوة بامكانها ان  تضاهي قوة اوباما واكثر؟!

وفي المقابل لا تزال تسمع اصوات اميركية مفادها ان اسرائيل  لا تزال تستقطب اهتمام واشنطن السياسي والعسكري، وهي تخشى في الوقت عينه من ان تقدم اسرائيل على عمل عسكري ضد المنشآت النووية الايرانية قد تؤدي الى اشعال حرب عالمية ثالثة في منطقتنا العربية، نظرا لانتشار الايرانيين في المنطقة عموما وفي مجالات قريبة جدا من الدول الحليفة مع اميركا في مجلس التعاون الخليجي خصوصا وفي السعودية ودول الامارات العربية عموما، وهذا الخوف وارد طالما بقي نفوذ الايرانيين على ما هو عليه، وقد اشار نتانياهو الى ذلك في خطابه امام الكونغرس عندما قال صراحة ان ايران تسيطر على العراق وسوريا ولبنان واليمن  من غير ان يصدر عن هذه الدول ما يدحض المقولة الايرانية؟!