IMLebanon

من هم ضحايا «التفضيلي» في دائرة كسروان – جبيل؟

 

مشهدية الصوت التفضيلي في دائرة كسروان – جبيل تكاد تطغى على الجزء الآخر من نسبة النجاح وفق الحاصل الانتخابي العام،  ولا يبدو في الافق من يعمل لصالح لائحة متكاملة ومتضامنة، وهذا التأكيد من معظم المرشحين الذين يحاربون بشتى الاسلحة بشكل افرادي وصولاً الى التفضيلي سبيلاً للفوز، فيما لو ان اللوائح في معظمها متجانسة وحتى متحابة فيما بينها، لكان بالامكان فتح حرب رابحة بواسطة الحاصل العام او الانتباه الى مسألة الكسور في الارقام النهائية والتي من شأنها تحقيق الفوز، ولكن تسأل اوساط كسروانية بان مفاعيل التراكض نحو التفضيلي يشكل حالة او حالات من الالغاء خصوصاً للحليف المؤمن بالعمل لصالح الحاصل الانتخابي، وهذا ما خلق بصورة واضحة مشهدية يشوبها الكثير من الريبة حتى من اقرب المقربين الى المرشحين انفسهم حتى ولو كان القانون الجديد يشكل عامل تحد واضح للعملية الانتخابية.

وتلفت هذه الاوساط الى ان الحرب بين الحلفاء اتخذت عامل الصمت او الحرب الناعمة، وبالتالي لا سبيل لمعرفة مَن مِن الفرقاء صادق  في استمالة قواعده الشعبية نحو المحصول العام للائحة، ولكن كيف يمكن استقصاء المقترعين، كيف ستصب اصواتهم ما دامت اللعبة الانتخابية العامة عمياء ولا هدف منشود فيها، واذا قيل على سبيل المثال ان لائحة الوزير السابق جان لوي قرداحي تعمل على حاصل انتخابي وحيد لصالح المرشح الشيخ حسين زعيتر، ولكن واقع الحال يُنبئ انها اصبحت تعمل على الحاصل الثاني مما يدفع الى القول ان اللائحة متجانسة الى حد بعيد وهذا نتاج هندسة مبتكرة ونوعية، وان تمت على عجل وتلاقيها لائحة القوات اللبنانية التي تحمل في طياتها صبغة التجانس ايضاً بغض النظر عن التفتيش عن حاصلين انتخابيين يمكن ان تحصل عليهما لسببين:

1- الاستفادة من اخطاء الغير من اللوائح وسلبيات جمع الاضداد في داخل اسوار المرشحين جميعاً وهي ستحقق تقدماً من خلال هذه المسافة التي تفصل بين مرشحي الخصوم.

2- لا شك ان مرشحي القوات اللبنانية وان كان معظمهم جديد على الساحة الانتخابية باستثناء شوقي الدكاش وزياد الحواط، الا انهم يعملون باخلاص كبير ليس للصوت التفضيلي فقط انما لرفع الحاصل الانتخابي العام وهذه نقطة ايجابية ومتقدمة تسجل في عملية تشكيل هذه اللائحة.

ووفق هذه الاوساط ان باقي اللوائح ينشدون الحصول على الصوت التفضيلي وحده وهو يشكل هاجساً كبيراً لكافة المرشحين لضمان الفوز، لتؤكد ان ضحايا ستقع من الناحية السياسية بضربات التفضيلي نفسه خصوصاً ان كبار المرشحين يريدون الفوز في المقام الاول وحتى الساعة لم تعمل الماكينات الانتخابية لتكوين ادارة جيدة لعملية الاقتراع وتنظيمه سبيلاً لفوز العدد الاكبر من المرشحين وهذا ما شدد عليه العميد شامل روكز اكثر من مرة ان كان لحلفاذه او لكل مرشح فيها، ولكن لا تبدو الصورة ايجابية حتى الساعة لناحية تحقيق اهداف روكز حسب تحرك ماكينات المرشحين من لائحته.

ولهذا الامر تبدي هذه الاوساط نفسها خوف بعض المرشحين من رفاقهم «الكبار» داخل اللائحة خصوصاً ان قدرة هؤلاء على تنظيم ماكينة انتخابية تضمن توجيه المقترعين نحو الاهداف المنشودة يمكن ان تكون هذه الجهود متلاشية عند وصول الناخبين الى اقلام الاقتراع والتحرر داخل الستارة من اي حرج يلقي اللوم عليها فيما بعد ولا احد يعرف في غياب مراقبي المرشحين التوجه الذي سيعتمده هؤلاء، من هنا تجد هذه الاوساط انه ليس مستغرباً ان تشهد النتائج النهائية مفاجآت من العيار الثقيل على صعيدين: عدم ضبط توجه المقترعين وثانياً شوق البعض الى الرغبة بالحصول على المال بدل اصواتهم واصبح الصوت التفضيلي شاباً يافعاً وغنياً وشيخ الشباب في هذه الدائرة وغيرها يثير الرغبة اليه من قبل كل طامح بالفوز فيما المطلوب خصوصاً في كسروان جبيل زيجة مارونية واحدة لا غير وفق متطلبات القانون الجديد، وهذا ما يفقد القانون النسبي الجديد قيمته في تشكيل اوسع مشاركة ممكنة لكافة الفئات فجاءت اللوائح مختلطة لا تجمع فيما بينها اية روابط لا من خلال الحزبية التي تلاشت الى حد بعيد ولا حتى من المستقلين انفسهم الذين بدأوا بمحاربة ابناء بلدتهم حتى الرمق الاخير… في كسروان – جبيل لا توقعات يمكن اسقاطها على واقع العراضات الافرادية لمعظم اللوائح.