IMLebanon

من يسهّل نقل استهداف سرايا المقاومة إلى صيدا؟

لم يسجل حضور للقوى الوطنية وغيرها، في مسجد الموصلي في صيدا أمس، في حفل تأبين الشهيد مجاهد بلعوس الذي اغتيل الأحد الماضي في عين الحلوة. الشهيد الفلسطيني المعروف بسمعته الطيبة وتاريخه النضالي القديم في صفوف الجهاد الإسلامي ثم السرايا أخيراً، لم يحظ باحتضان كاف. في التشييع، لفّ نعشه بالعلم الفلسطيني. لكن القيادات البارزة في القوى والفصائل الوطنية والإسلامية غابت. ذنبه أنه انتمى إلى سرايا المقاومة وحزب الله في عهد ضياع البوصلة عن فلسطين.

هو العهد ذاته الذي استدرج فيه من صيدا إلى المخيم المقاوم مروان عيسى وعذّب حتى الموت لأنه «إما شتم الصحابة أو بسبب خلاف مالي مع القتلة»، على ما برّر البعض قتله. فلسطينية بلعوس التي فضّت أبناء جلدته من حوله رغم تمسّكه بالإقامة داخل المخيم، ربما هي نفسها فضّت الصيداويين عنه في شهادته. فكانت المشاركة الخجولة في تشييعه أو في استنكار الجريمة.

بوجه الصيداويين والفلسطينيين، فجّر الشيخ ماهر حمود غضبه في خطبته في تأبين بلعوس. «إلى متى سيقتلوننا واحداً تلو الآخر؟ أين المجموعات العسكرية في المخيم التي تتلقى الرواتب؟ أين القادة والضباط الذين يملأون قاعات الاجتماعات؟ كل جريمة رأسمالها ربع ساعة من بيانات الاستنكار والوعود باعتقال الفاعلين ثم تقلب الصفحة». حمود عرض محطات من سلوك الجماعات التكفيرية في عين الحلوة وخارجه. «التكفيريون يشبهون الخوارج في الإسلام ويخدمون المشروع الصهيوني لضرب المقاومة في عهدنا». ورأى أنه لم يعد من المسموح من قبل القوى الفلسطينية «القعدة على جنب. وإذا كانوا عاجزين عن مواجهة المؤامرة ضد المقاومة، فليخبرونا لكي نرى إن كان للجيش خطة ثانية». في مقاربته العامة للموقفين الصيداوي والفلسطيني تجاه اغتيال بلعوس، لم يجد حمود موقفاً حقيقياً، معتبراً أن «هناك خللاً في فهم الموضوع والموقف ومواجهة المؤامرة»، ما ينذر بـ»تسهيل نقل الاستهداف إلى صيدا».

مصادر مواكبة للتحقيق في الجريمة أشارت لـ»الأخبار» إلى أن المعلومات الأولية تشير إلى تورط كل من الفلسطينيين ساري ح. وعمر ن. من جماعة بلال بدر في اغتيال بلعوس. وعلى صعيد متصل، تعهّد قائد القوة الأمنية في المخيم اللواء منير المقدح بتنفيذ خطة أمنية لمواجهة بقايا «جند الشام» و»فتح الإسلام» في «غضون ثلاثة أشهر!».