IMLebanon

«من هو المزعوج؟»!

بقدرِ ما أَبْهَجَ اللبنانيّين بالأمس مشهد الحشد الصغير الذي تجمّع ليشارك رئيس البلاد العماد ميشال عون وعائلته وأحفاده إضاءة أشجار الميلاد والمغارة في بهو القصر مصحوباً بتراتيل ميلاديّة، إذ استشعر اللبنانيّون عودة الحياة حقيقة إلى القصر الرئاسي بعد عاميْن ونصف من الفراغ، بهجة اللبنانيّين تحكمها «نقزة» حقيقيّة بفعل عرقلة تشكيل الحكومة العتيدة، وبفعل الإصرار على «محاصرة» التحالف المعرابي الحصين، وبفعل إطلاق أقلام وألسنة وكتبة «الثنائيّة الشيعيّة» النّار في كل الاتجاهات، وللمناسبة هو ليس إطلاق نار عشوائي، بل على العكس هو عمليّة «قنص» مركّزة على قلعة معراب وساكنها وإن بدأت بقنصٍ غزير على رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل فنال منها ما ناله!

تسريباتٌ كثيرة تتحّكم بالشارع اللبناني، وما بين واحدة متفائلة وأخرى متشائمة لم تتّضح المشاهد الأخيرة لتبصر الحكومة النور، ومن السخرية بمكان أن تطلّ علينا ألسنة «الثنائيّة الشيعيّة» لتتحدّث عن «سليمان فرنجية الذي تنازل عن رئاسة الجمهوريّة للعماد عون وضرورة حصوله على حقيبة وازنة»!!

للمناسبة، النائب سليمان فرنجيّة لم يعلن أحد أنّه مرشّحه للرئاسة، والعودة إلى ما قاله الرئيس سعد الحريري باختصار يوم طرح ما لم يرقَ إلى مستوى المبادرة قال «أنا مستعد لدعم ترشيح سليمان فرنجية للرئاسة»، فقط لا غير، أمّا التضحيات الكبرى التي قدّمها فرنجية بالتنازل للرئيس عون فهي أشبه بطرفة سمجة، فقد وقف الرجل أمام كاميرات الإعلام وقال: «سأبقى مرشّحاً حتى لو كان معي نائب واحد» ثم خرج مع الرئيس نبيه بري ببدعة تداري حصوله على عدد أصوات هزيلة فأعلنا عن التصويت بورقة بيضاء، إذن سليمان فرنجية كان مرشحاً موجوداً في جلسة الانتخاب وقد خسر الانتخابات بعدد الأوراق البيضاء، لذا هذه «الأكذوبة» الكبرى التي تتحدّث عن تضحياته، وإذا كان البعض مصر على اعتبار فرنجيّة «ضحيّة» فالذّي ضحّى به «سيد الكلّ»، «الثنائيّة الشيعيّة» هي التي ضحّت به وعليها هي أن «ترضيه» بحقيبة من «حصّتها» لا أن تفرضه بالإكراه على الفرقاء الآخرين!

بالأمس صدر كلام شديد الوضوح عن الوزير جبران باسيل بعيد الاجتماع الأسبوعي لكتلة التغيير والإصلاح قال فيه: «ثوابت المرحلة تبدأ بحزب الله، فالمقاومة وجدان شعب، ولكننا لن نقبل ان تصبح المقاومة حجّة للتلطّي خلف الحقائب والمكاسب»، وهذا كلام لن يعجب كثيرين وسيزيد من مستوى القلق، وبالنسبة لتحالف «القوات» والوطني الحر وسيزيد من منسوب القلق عند «الثنائيّة الشيعيّة» بسبب ما قاله الوزير بوضوح: «دربنا مع القوات اللبنانية نحو السماء بنوايا حسنة جداً(…) نسعى لخوض الإنتخابات النيابية بالتحالف مع القوات بالإنتخابات النيابية، وتفاهمنا معهم لا يهدف الى الغاء احد والبرهان المطالبة بالنسبية»، هذا كلام واضح لا لبس فيه وسيزيد الرئيس نبيه بري قلقاً على قلق، خصوصاً وأن كلام باسيل سحب من يده ورقة الصراخ والتخويف من قانون الستين !!

كتب الوزير جبران باسيل بالأمس السطر الأخير من «اللعب على وتر قانون الستين» إذ قال: «لا لقانون الستين ولا للتمديد للمجلس النيابي تحت اي ظرف وندعم قانون انتخابي على اساس النسبية»، يبقى التساؤل الذي تركه الوزير باسيل مدويّاً في ختام كلامه عن العهد: «ميزة العهد قدرته على حماية التفاهمات الوطنية لنلبنن استحقاقاتنا الداخلية فهل هناك أحد ضدّ القدرة على جَمْع اللبنانيين؟ ومن هو «المزعوج؟»، لم يعد سرّاً من هو المزعوج، ونظرة على أداء رئيس المجلس النيابي المفاوض المكلّف كافية لتكشف من هو المزعوج، وجدّاً!