IMLebanon

علاقة الحريري – جنبلاط في «مهب التسوية» مجدداً…الوساطات قائمة…ولكن

 

تأكد المؤكد من تغريدات النائب السابق وليد جنبلاط انه ليس راضيا بالمطلق عن احياء التسوية بين ركنيها الاساسيين سعد الحريري وجبران باسيل ولم يكن الامر بحاجة لتغريدة عن «صفقة قرن» بالتزامن مع انعقاد اللقاء الطويل بين الاثنين لمعرفة ان المقصود بالصفقة هو اللقاء الشامل بين الحريري وباسيل والتي شملت كل الملفات من الموازنة الى التعيينات الى المرحلة السياسية المقبلة.

التسوية التي اهتزت بين باسيل والحريري بفعل التجاذب بين الطرفين وتأثرت بملفات كثيرة بينهما تعتبر مسألة حيوية لانتظام الوضع السياسي حاليا، ولكن على رغم ايجابياتها الطاغية، فان البعض ومنهم النائب وليد جنبلاط متحسس منها بقوة ولا يزال يعتبرها أحادية الظرف والمصلحة وغير شمولية ومن شأنها ان تتعب اطرافا اساسيين في الساحة الداخلية تتضرر من عود ة الحرارة الى علاقة باسيل والحريري بعدما ثبت ان هذه الثنائية في الحكم أخرجت افرقاء من دائرة الضوء السياسي او على الأقل حجبت النور عن قوى كبرى كانت مؤثرة في القرار السياسي.

مصادر مقربة من جنبلاط قالت انه«قد بات واضحا ان التيار الوطني الحر يقدم دعما مطلقا للنائب طلال ارسلان ورئيس تيار التوحيد على حساب الزعامة الجنبلاطية دون ان يستطيع الحريري ان يحرك ساكنا اي ملف، وبالتالي فان التعيينات المقبلة وما يحكى عن رغبة الثنائي الدرزي بالحصول على ثلث التعيينات سبب ازعاجا للمختارة التي تريد الاحتفاظ بمواقع ادارية لها في التعيينات المقبلة، واذ يشعر جنبلاط ان هناك من يريد ان يخطف التعيينات من امامه فيما ممنوع الاقتراب من الحصتين السنية والمسيحية».

التسوية السياسية في اعتقاد مقربين من المختارة اعطت باسيل صك التصرف بمفاصل اساسية في الدولة ومفتاح التحكم بملفات كبيرة بدون مراجعة اي فريق او الوقوف على هواجسه فحصل القانون الانتخابي الذي مكن التيار الوطني الحر من الدخول الى المنطقة الانتخابية التقليدية للحزب الاشتراكي كما ساهمت تفاهمات باسيل الانتخابية في تعزيز قوة اخصام جنبلاط ووصولهم الى الندوة النيابية ودخول الحكومة.

يعاني رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي من أعراض التسوية التي وصفها بانها تسوية الذل والقهر لانها أولا تطيح بالجميع وتحاصر وتلغي من يعارضها فالتسوية التي بدأت عام 2016 لم تنته مفاعيلها بعد ومع تكرار التجاذبات والمناوشات فان حصيلة اعادة ترميم التسوية يأتي غالبا باعتقاد الجنبلاطيين من حساب رئيس الحكومة سعد الحريري وليس لمصلحته من خلال اضطراره لتقديم تنازلات سياسية لغيره على حساب شعبيته وزعامته السنية ومن «كيس» السياسين.

تؤكد اوساط في اللقاء الديمقراطي ان جنبلاط حريص على العلاقة مع رئيس الحكومة انما هناك خطوط حمراء يضعها جنبلاط حول المختارة وسيادتها والمس بمواطنيها لا يمكن القبول بتجاوزها.

الانتقادات تحصل «على الناعم» احيانا وغالبا بتوتر كبير من الاشتراكي الى السراي الحكومي بتغريدات مبطنة من جنبلاط او قاسية تطال تيار المستقبل من رئيسه الى الامين العام لتيار المستقبل ولمدير عام قوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان الذي خاض الحزب الاشتراكي معركة الدفاع عنه في حادثة الجاهلية والخلاف المستمر مع رئيس تيار التوحيد وئام وهاب.

بين مأزقين وكماشة طرفين تتأرجح خيارات المختارة، فهناك الحالة الدرزية الثانية التي تشهد تمددا بفعل «فيتامينات ومنشطات» التيار البرتقالي وحلفائه في 8 آذار وهناك عدم قدرة رئيس الحكومة على وضح حد لسياسة باسيل بقضم خصومه وازاحتهم من طريقه ، وسجل الاشتراكي عدم الأخذ بملاحظاته في الاجراءات الضرائبية لخفض العجز واقتراحات الجباية من الاملاك البحرية وهو الملف الذي يطالب به الاشتراكي من سنوات كما هو متخوف من التعيينات ، كل ذلك يستتبع الاسلوب الذي يلجأ اليه وليد جنبلاط فيطلق النار على باسيل وتحصل الاصابة في خاصرة المستقبل .

ومع ذلك فالواضح ان المختارة لا تتقصد توتير العلاقة مع المستقبل ولكن رئيس الحزب الاشتراكي يقوم بوضع حواجز حمراء لمنع تسلل احد الى منطقته ودائرة نفوذه فيما الوساطات قائمة عبر المقربين من الطرفين لكن نتيجة الوساطة مرهون بتبدل معين حيال المختارة او بكلمة «أمان» تحميها من التعيينات القادمة.