IMLebanon

من يسعى لضرب علاقة جنبلاط بحليفه الاول… ولماذا؟

 

تعدّدت التحليلات والتأويلات التي تشرح «درب وصول» رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الى حد عدم الاعتراف بلبنانية مزارع شبعا المحتلة، ولكن بعيدا عمّا قيل وسيُقال، هناك من يدفع باتجاه تأزيم الامور بوجه زعيم المختارة، ولعل ضرب علاقة الأخير برئيس المجلس النيابي نبيه بري سيكون السلاح الأقسى الذي يستعمل بوجه جنبلاط.

 

يستيقظ الاشتراكيون يوميا، منذ أسبوع، على وقع ملفات جديدة تُرمى في وجههم، وأمس كان الملف «العلاقة مع الرئيس بري»، اذ لم يكن الوزير السابق وئام وهاب الوحيد الذي تطرق للموضوع، بل أُعيد نشر خبر قديم عمره 12 عاما تقريبا، فيه سجال حاد جدا بين مكتب بري الاعلامي والحزب التقدمي الاشتراكي، واستعملت فيه عبارات قاسية من وزن «أمين صناديق الأصفر الرنان»، فبدا الأمر وكأن مشكلة جديدة تشوب علاقة جنبلاط ببري.

 

في هذا السياق، تكشف مصادر قيادية في حركة أمل أن علاقة رئيسها بجنبلاط مرت بكثير من الخضات وبقيت صامدة لأن أساسها غير مبنيّ على ملف هنا او اتفاق هناك، بل تنطلق من أساس وجود لبنان وتعاون طوائفه على استقراره، فالرجلين مرّا بظروف صعبة واستمرّا، ولكن هذا لا يعني بطبيعة الحال أن لا وجود لخلافات بينهما، وخلافات كبيرة أيضا سواء بالملف السوري او غيره، آخرها الخلاف حول مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، مشددة على أن الرد الوحيد كان على لسان النائب قاسم هاشم، فالرئيس بري أعطى توجيهاته بعدم فتح سجالات مع جنبلاط والالتزام بالخطابات التي تؤكد على لبنانية مزارع شبعا.

 

اذا لا تخفي المصادر تأثير تصريحات جنبلاط الأخيرة على العلاقة مع بري، ولكنها تشدد على أن الخلافات لا تُحل بالصدامات، والاتصالات بين قيادتي أمل والاشتراكي لم تتوقّف يوما، وهي لا تحتاج وسيطا، فالرئيس بري الذي عمل دوما على إعداد المصالحات لزعيم المختارة لا يحتاج وسيطا لحل الخلافات معه، ولعله أكثر من يعلم سبب التصعيد الجنبلاطي في هذا التوقيت، كاشفة أن زيارة الوزير السابق غازي العريضي الى عين التينة أمس هي الدليل الأبلغ على ما نقوله.

 

وتضيف: «في ملف مزارع شبعا، فإن بري لا يفاوض ولا يناقش، بل هو اول واكثر من حاول إثبات هويتها اللبنانية ونجح، مشيرة الى أن حديث البعض عن عدم لبنانيتها لا ينفي عنها الصفة، مذكرة بأن جنبلاط ليس اللبناني الوحيد الذي لا يعترف بلبنانيتها، ولكنه الوحيد الذي يخلق كلامه هذا النوع من السجالات والحساسيات كونه إبن كمال جنبلاط. وتكشف أن موقف جمهور حركة أمل على وسائل التواصل كان واضحاً لناحية عدم التهاون بالدفاع عن الثوابت حتى ولو كان الحليف هو من يتخطاها، مقدما بذلك رسالة لباقي مكونات الحياة السياسية اللبنانية.

 

لا يحتاج جنبلاط لمن يذكّره بنوعية علاقته بعين التينة، تقول مصادر قيادية في الحزب التقدمي الاشتراكي، علما أن هذه العلاقة ليست كما يظنها البعض مبنية على دعم انتخابي نيابي في بعض الدوائر، بل هي أعمق بكثير من ذلك، انما لا يمكن لمن لم يخرج بعد من صدمته الانتخابية، الا أن يفكر بهذه الطريقة، خصوصا وان من يدّعي اليوم الحرص على العلاقة مع نبيه بري هو نفسه من هاجمه بسبب حلفه مع جنبلاط.

 

ولكن في سياق متصل، تستغرب مصادر الاشتراكي سعي بعض المحسوبين على حزب الله لضرب علاقة جنبلاط ببري، مشيرة الى أن هذا الأمر يستهدف الرجلين على حد سواء، فمن جهة يريدون جنبلاط وحيدا في الحياة السياسية اللبنانية، ومن جهة اخرى يريدون إضعاف بري أيضا، خصوصا أننا على أبواب بحث بالتعيينات في الحكومة، ولا شك بأن من حاول ضرب التمثيل النيابي والوزاري للتقدمي الاشتراكي لن يألوا جهدا باتجاه سلب الاشتراكي حقوقه في التعيينات، علما أن هذا الملف سيكون القنبلة الموقوتة التي ستوضع على طاولة مجلس الوزراء قريبا جدا، والتعيينات الأساسية التي تخص الدروز هي قاضي التحقيق العسكري في المحكمة العسكرية، نائب حاكم مصرف لبنان، والمدير العام للجلسات واللجان في مجلس النواب.

 

وترى المصادر أن كثرا لا يفهموا طبيعة الحلف القائم بين بري وجنبلاط، فالرجلين اللذين يختلفا حول كثير من الأمور الاستراتيجية، يتفقان حول استقرار لبنان، وهذا ما «لن يتغير ولو كره الكارهون».