IMLebanon

لماذا يرفض لبنان الرسمي التطبيع مع النظام السوري؟  


عاد النقاش الى من حيث بدأ حول الاتصال مع نظام الرئيس السوري بشار الاسد ومسألة التطبيع واحتدم هذا النقاش في اجتماع مجلس الوزراء الأخير. المطالبون بالتطبيع هم كما هو معروف فريق 8 آذار وتحديداً وزراء حزب الله وحركة أمل، فيما لم يتخذ وزراء تكتل التغيير والاصلاح موقفاً في هذا الشأن.

 


 مصلحة لبنان


في الواقع تبقى مصلحة لبنان هي المعيار الأساسي لاتخاذ موقف سواء أكان سلبياً أم ايجابياً من أية قضية. ويجب وضع مصلحة اللبنانيين في سلم الأولويات وتقديرها بشكل موضوعي من دون خلفيات مسبقة.
لبنان عضو في الجامعة العربية وفي الأمم المتحدة وحرص طوال تاريخه السياسي على احترام هاتين المؤسستين، وحظي بناء عليه على تقديرهما واحترامهما، وان كان قد قصرا بحقه في بعض المواقف التي لها علاقة بالأراضي اللبنانية المحتلة وبالقرارات الأخرى. وهناك فرق بين التنسيق والتطبيع، فلبنان ملزم بالتنسيق، لضرورات أمنية، خصوصاً وأن الحدود مع سوريا متداخلة والقوى الارهابية المسلحة، تتواجد في سوريا ولبنان وتخطط لهجمات واعتداءات متواصلة كما حدث بالسابق. الحدود مع سوريا


الحدود لم تُغلق بين لبنان وسوريا بل بقيت مفتوحة ذهاباً وإياباً وكان كل طرف يحدد شروط الدخول والخروج.

سوريا هي المخرج البري الوحيد للبنان، والمخرج الآخر في الجنوب مسيطر عليه من العدو الاسرائيلي. فالمخرج مع سوريا هو نعمة أكثر منه نقمة، فهو يؤمن مميزات اقتصادية واجتماعية يستفيد منها اللبنانيون كما السوريون وبالتالي فإن الجامعة العربية لم تطلب اغلاق الحدود ولم تطلب الغاء التنسيق مع النظام السوري وكذلك فعلت الأمم المتحدة التي دأبت على التنسيق مع النظام السوري بسبب قضية النازحين وبسبب تعرض بعض الاحياء الى حصار لا انساني، وأبقت بالتالي على منظماتها داخل الأراضي السورية.

قضية التطبيع

 


أما قضية التطبيع فهي شأن آخر، فالجامعة العربية أبعدت سوريا عنها وبقي المقعد السوري داخلها شاغراً، بمعنى ان كل الدول العربية التزمت بقرار الجامعة ولم توافق حتى الآن على التطبيع مع النظام السوري ووصفته بصفات متعددة أما الأمم المتحدة، صحيح أنها لم تصل الى ما وصلت اليه الجامعة العربية لكنها انتقدته بشدة وقاطعته بأوقات كثيرة خصوصاً أعضاء مجلس الأمن باستثناء روسيا بالطبع، الداعمة لهذا النظام.
أمام هذا الواقع، كان لبنان أمام خيارين أما الخروج عن اجماع الجامعة وعن معظم أعضاء مجلس الأمن، او السير في التطبيع أي تبادل الزيارات الرسمية على مستوى عالٍ، فاختار الثاني.